============================================================
المقالة الاولى مختلفة متفاوتة ، وانما تتجوهر في النفس من جهة اتفاقها فيها ، فلو تفاوتت جوهرية النفس لإدراك هذه القوى المذكورة لامتنع للنفس ادراكها ، وكذلك جوهرية (1 النفس منقسمة بين ما هو فيها بالفعل ، وبين ما هو فيها بالقوة، متفقة جميعها في جوهرية العقل ، فلو تفاوتت جوهرية العقل عن حال الأولية لامتنع ادراك حالتي النفس وهما حالة القوة وحالة الفعل ، فلم يبق في العقل الاول الا واحدة حال بلا تكثير ، ومن كانت حالته واحدة بلا تكثير ، كان توهم التفاوت فيه محالا ، فهو الخلق الاول الحقيقي الذي قال الله تعالى ذكره فيه : ( التذي خلق سبع ا ا ا اذا اضيف الى المبدع ، لان خلق المبدع بالحقيقة هو العقل الأول المبدع لا من يء ليكون سبحانه بفعله غير مشارك لأحد من المخلوقين : كما ان المخلوقين بصفاتهم وسماتهم لا يشاركونه.
ولو كان ايضا في العقل وفي عالمه تفاوت حتى يتوهم منه اول وثاني ثم انبعث منه من جوهريته شيئا كان واجبا ان يكون ذلك اثنين بالحقيقة لا ثانيا وانما انبعث منه ثانية واستحق اسم الاثنينية بمزاوجته معه من جهة الإفادة والاستفادة لا على الانفراد ، فإذا لا يمكن توهم تفاوت في العقل وفي عالمه لامتناع توهم حال ثاني في أوليته ولامتناع انبعاث اثنين منه على الانفراد . وبحق ايضأ شبه العقل بنقطة المركز من الدائرة اذ الخطوط التي تخرج من تلك النقطة الى الدائرة متساوية ، فلو كان في ابعاد تلك النقطة تفاوت لاختلفت الخطوط ولم تتساوى ، فلما وجدت كلها متساوية علم انها اخرجت من غير شيء مختلف في ابعاده ونهايته كذلك العقل مركر العالمين بما فيهما غير متفاوت في ذاته اذ المعقولات التي تخرج منه متساوية كلها من جهة العقلية . وبحق ايضا شبه العقل بالقلم لان صور الحروف والاسماء
والكلمات والعلم وهي في القلم شيء واحد ليس له مع بعض الحروف مشاكلة ومناسبة ان اختلاف اشكالها وتأليفاتها انما هي من اجل حركة الكاتب لا من اجل القلم (1) في نستة س وردت جواهر.
Halaman 69