============================================================
كتاب اثبات النبوءات الفصل الثاني عشر من المقالة الاولى : " في ان لي في عالم العقل تفاوت يوجه من الوجوء" اولا وبحق سمي العقل بالحقيقة لا بالمجاز ، اذا التفاوت فيه . وفي عالمه ممتنع لان وجود التفاوت فيه يوجب رفع الأولية عنه ، اذ التفاوت انما يكون من اول وثاني بتفاوت اوله عن ثانيه ، وليس في العقل فيما هو اول بالحقيقة ثاني بوجه من الوجوه.
وليس انبعاث النفس عنه بموجب وجودها في أوليته ، اذ الأولية لم ينلها غير السابق بقوة ابداع المبدع ، بل بالانبعاث من شيء ، والابداع من لا شيء ، فكل ما
انبعاثه من شيء فالأول سابق عليه ، فإذا السايق من جهة اوليته11 سابق على التالي من جهة انبعاثه ، فليس في السابق ، ولا في عالمه اذا تفاوت بوجه من الوجوه.
اذ وجود التالي في أوليته ممتنع ، والتفاوت انما يكون في أول وثاني .
ايضا فان ادراك الاشياء المتفاوتة يمكن ادراكها بالعقل ، فلو كان فيه اعني العقل ، او في عالمه تفاوت ، لامتنع ادراك المتفاوت بالمتفاوت ، كما ان ترتيب الاشياء المحسوسة المختلفة من جهة المشاعر الخمس انما تدرك من چهة اتفاق المختلفة منها في كل جنس كالألوان المختلفة من جهة تنويعها بالسواد وبالبياض والحمرة الصفرة والخضرة وغيرها المتفقة في حاسة البصر ، فلو تفاوتت حاسة البصر لادراك الاشياء المختلفة بالتنويع اللوني ولامتنع ادراكها جميعا بتلك الحاسة ، وكذلك الطعوم1، المختلفة بالتتويع اللوني لامتنع ادراكها جميعا بتلك الحاسة ، وكذلك الطعوم المختلفة من جهة تنويعها بالحلاوة والمرارة والحموضة والملوحة وغيرها من الطعوم المتفقة في حاسة الذوق ، فلو تفاوتت حاسة الذوق لادراك الاشياء المختلفة بالتنويع الذوقي : لامتنع ادراكها لها وكذلك الأرائح والأصوات واللمس ، وهكذا الحواس مختلفة متفاوتة وانما تنطبع في الحاس من جهة اتفاق المختلفة منها في القوة الحاسة كالكيفيات المختلفة من جهة تنويعها في اللون والطعم والريح والصوت واللمس المتفقة في القوة الحاسة ، وان كان كل نوع منها جنسا لما تحتها من انواعها ، فلو تفاوتت القوة الحاسة بادراك الاشياء المختلفة بالتنويع ذوات الكيفيات ، لامتنع ادراكها بها وهكذا القوة الحاسة ، والقوة المفكرة ، والقوة الحافظة ، والقوة المصورة ، والقوة المذكرة (1) في نسخة س وردت اوله .
(2) في نسخة س وردت الطعام.
Halaman 68