============================================================
كتاب اثيات النبوءات ي ذاته ، كذلك جميع الاشياء المبروزة في السابق لم تتفاوت في جوهريته ، بل انما تتفاوت من جهتين : اما في البسيط فمن اجل نقصان النفس ، وفي المركب فمن اجل تضاد الطبيعيات11 . وتضاد حركاتها . وبحق ايضأ شبه العقل بالهيولى النفس بالصورة ، اذ هيولى كل نوع من ذوات الهيولانيات من ذلك النوع واحدة غير متفاوتة وصورها شتى مختلفة ، ويتبين لك من قبل الاسامي ، فان الاسم اسمان : اسم هيولاني ، واسم صوري، كإسم الخزف هيولاني وللحب " والكوز والأجانة اسامي صورية متفاوتة بعضها عن بعض ، وكذلك جوهرية العقل شيء واحد غير متفاوت في ذاته ، وجوهرية النفس متفاوتة قوتها بعضها فوق بعض .
وبحق ايضا شبه العقل بالشمس ، والنفس بالقمر ، لان الشمس ليست بمختلفة الحركة ، بل حركتها من وقت طلوعها الى وقت طلوعها الآخر متساوية كما قال جل جلاله : { والشمس، تجري ليمستقر لتها ذليك تتقتدير العزيز العليم * يعني في طريقة واحدة غير متفاوتة ، فهو السابق الذي تجري فوائده في تاليه الذي استقر عليه ، ثم قال : { والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم وهو ان حركات القمر في الزيادة والنقصان في منازله المقدر له اراد به التالي ، فتفاوت افادته للقابلين منه ، وهم : النطقاء والزيادة، النقصان على مقدار صفوتهم ، وانما لم يقع التفاوت في السابق وفي عالمه لانه خلق تام لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، ولو وجد التفاوت فيه كان بعضه اذا انقص من بعض ، ورفع اسم المامية عنه ، وكيف يتفاوت العقل ، واتما تتفق القضايا المختلفة على الانفراد من جهة اقترانها وينتج عن النتائج البرهانية(2 العقلية ، فلو كان العقل متفاوتا لم يصح برهان عن مقياس علمي ، بل زاد في تفاوته واختلافه بعد البرهان عليه من جهة العقل ، فلما وجدت القضايا المختلفة يعد اقترانها عند النتائج الميرهنة من جهة العقل متفقة ، علمت انها قد بلغت الى عالم الاتفاق ، وهو عالم العقل حتى صيرتها قضية واحدة برهانية . فقد بان بما اوضحنا ان ليس في عالم العقل تفاوت بوجه من الوجوه ، وهذه خائمة المقالة الاولى من هذا الكتاب .
والشكر للملهم- والحمد للموفق .
(1) في نسخة س وردت الطبيعة.
(2) سقلت في نسخةس.
Halaman 70