ثم انظروا أيها العقلاء الفضلاء؛ هل ترون لتزكيته للخوارج وتفضيله إياهم على الامامية شيئا سوى عناده للامامية وبغضه لهم وانحرافه عنهم وعمن يحبون من أهل البيت؟
ووالله، ما سبب تزكيته للخوارج، وشهادته بصححة حديثهم، وتفضيله اياهم على الامامية، إلا بغضه للامامية، وبغض الخوارج لعلي ل وسبهم إياه وحكمهم بكفره وفسقه!
ولم يشعر ابن تيمية أن ذلك هو السبب الموجب لكفرهم، ولاخراجهم من الاسلام بالكلية ومروقهم من الدين، والا فما السبب الذي لأجله مرقوا من الدين، وخرجوا به عن الاسلام ومن جملة المؤمنين؟! غير بغضهم لعلى لمللا وخروجهم عليه وقتالهم له.
بين لنا السبب في ذلك إن كان غير ما ذكرناه وذكرت العلماء الفضلاء؟
فأنت تعلم وكل عالم، أنه صح عن رسول الله أنه قال: (تمرق مارقة من الدين عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق) (1)، ولم ييقتلهم سوى على ايلل فهو أولى بالحق ممن خالفه وحاربه وعانده وعاداه وسبه؛ وقال في عمارك: (تقتلك الفثة الباغية)(2)، ولم يقتله إلا معاوية وأصحابه، فهم الفئة الباغية والبغاة، ليس فيهم حق، وليس معهم صواب؛ وقال
Halaman 114