ووافقهم فيها بعض، والصواب مع من وافقهم، لكن ليس لهم مسألة اتفردوا بها أصابوا فيها"(1).
قلت: انظر أيها العاقل إلى كلامه هذا، وإلى ما أظهر من عناده وتعصبه على الامامية! ألم ترى إلى قوله: "والصواب مع من وافقهم"، ولم يقل: والصواب ثم أنه لم يذكر تلك المسائل التي انفردوا بها، ويفرد لها فصلا يتكلم بما معهمال عنده عليه ويبين فساده، بل ما ذكر إلا ما يعتقده الغلاة وتقول به وانفردت به عن الالمامية وعن سائر الأمة، مما يحكم على قائله ومعتقده بالكفر، كل ذلك تلبيسا منه وتعمية وإيهاما للعوام والجهال في حال الامامية، كي يتصوروا ويعتفدوا أن الامامية تقول بتلك الأقوال.
ثم إني أقول: لم تنفرد الإمامية بقول عن الأمة إلا كان الحق والصواب معها في ذلك قطعا، بالأدلة الواضحة، والبراهين الراجحة، ولا تقول الإمامية في الدين الابدليل واضح مبين، ولا تقوله لمجرد التشهي والاقتراح أبدا، وإلا فليأتنا الخصم بقول انفردت به الامامية وليس لها عليه دليل واضح إن كان صادقا، وذلك بخلاف غيرها من الطوائف، فإنه قد تنفرد بعض الطوائف بقول ليس لها عليه دليل أصلا.
قوله: "ولكن كانوا يسمون بغير ذلك الاسم، كما كانوا يسمون الخشبية لقولهم: إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم، فقاتلوا بالخشب، ولهذا جاء في
Halaman 82