فائدتك باتيانك هذا الحديث وهذا الكلام الذي فيه تلبيس وإيهام للعوام والطغام؟!
وما أحسب(1) وكل عاقل أنك أتيت بهذا الحديث الذي تعلم كذبه وكونه موضوعا، وتعلم براءة الامامية مما ذكر فيه أو من أكثره، على ما اعترفت به، إلا التلبيس على عوامكم وجهلتكم، لينفروا عن الامامية وعن مخالطتهم ومباحثتهم بالكلية، لأن العامي الجاهل إذا سمع هذا الكلام وتصور أنه يشمل الإمامية، لا واعتقد أنها تقول بذلك ويعتقده لا محالة، ولا يفهم استثناءك وتبيينك أن الامامية والزيدية لا يقولون بأكثر هذه الأقوال، وذلك في قولك: "وينبفي أن يعرف أن ما يوجد في جنس الشيعة من الأقوال والأفعال المذمومة، وإن كان أضعاف ما ذكر، لكن قد لا يكون هذا كله في الإمامية الاثنى عشرية ولا في الزيدية، و لكن يكون كثير منه في الغلاة"(2)، فهذه بشهادتك واعترافك أيها الخصم، بأن اكثر ذلك لا يوجد في الامامية ولا في الزيدية، وهم يقولون لسنا نقول بشيء مما ذكرت البتة، وليس في شيء من أقوالنا وعقائدنا وأفعالنا شيء من أضعاف ذلك كما اذعيته وقلته بغير برهان، بل أقوال الامامية كلها ثابتة صحيحة، حميدة حسنة، طيبة سديدة.
وقد قال ابن تيمية أيضا: "وينبغي أن يعلم أيضا، أنه ليس كلما أنكره بعض الناس عليهم يكون باطلا، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض السنة
Halaman 81