التقليد، ويتحرون الرأي السديد، والقول الطيب الأحسن الحميد، وذلك بخلاف مخالفيهم خصوصا السنة، فإنهم يأمرون بالتقليد، ويحثون عليه ويرغبون فيه، وربما بعضهم يرم النظر ويوجب التقليد ثم قال ابن تيمية(1): "وهذا المصنف ستى كتابه (منهاج الكرامة)، وهو خليق بأن يسمى (منهاج الندامة)، كما أن من ادعى الطهارة، وهو من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، بل من أهل الخبث والنفاق. كان وصفه بالنجاسة والتكدير، أولى من وصفه بالتطهير(2) .
ومن أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب العبد غل لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين"(3) .
قلت: هذاكلام ابن تيمية مما يدل على شدة تعصبه على الامامية، وارادته التنفير عنهم وعن مخالطتهم، وإلا فلم يوافقه أحذ من العلماء لا من أصحابه ولا من غيرهم -كما قدمنا - على أن هذا المنهاج الذي ذكره ابن مطهر(قدس الله روحه) (منهاج ندامة)، فتكون تسمية ابن تيمية لهذا المنهاج الذي هو الاعتقاد المذكور (منهاج ندامة) باطلة، لمخالفتها الاجماع من العلماء المحققين: وأما قوله: "ومن أعظم خبث القلوب.." إلى آخره، فصدق وحق! ولكن
Halaman 74