مسئولية كبرى أمام الله وأمام صاحب الشريعة فلا بد إذن من مخرج لتخليص الدين من هذا الصراع ، مع سلامة نفسه وصفوة رجاله من مخالب تلك الاسود الضارية.
فكانت سياسته الرشيدة في سبيل ذلك نشر العلوم والمعارف وبث الأحكام والحكم وافشاء الفضائل ، وكبح الضلالات بالحجة في ظل ( التقية ) التي اتخذ منها جنة ودريئة لتنفيذ سياسته الحكيمة ، فكانت تعاليمه خدمة للشريعة ، وعباداته إرشادا للناس ، ومناظراته مناهضة للبدع ، فاستقام مجاهدا على ذلك الى أن وافاه الأجل.
فوجب أن نتكلم عن التقية لأجل ذلك في فصل مستقل.
دليل التقية :
إن التقية من الوقاية ، فهي جنة تدرأ بها المخاوف والأخطار وموردها الخوف على النفيس من نفس وغيرها.
ودليلها : الكتاب ، والسنة ، والعقل ، والاجماع عند الشيعة ، أما الكتاب فيكفي منه قوله تعالى « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه » (1) فجوز تعالى للمؤمنين أن يتظاهروا في ولاء الكافرين عند التقية والخوف من شرهم ، الى غيرها من الآيات التي سيرد عليك بعضها.
وأما السنة فما جاء عن أهل البيت وغيرهم أكثر من أن يحصر ، وسنذكر شطرا منه في طي هذا المبحث ، وكفى من السنة ما رواه الفريقان في قصة عمار ، حتى عذره الله سبحانه
Halaman 82