التقية
تمهيد :
مني الامام الصادق عليه السلام من بين الأئمة بمعاصرة الدولتين المروانية والعباسية ، اللتين حاربتا الشريعة وصاحبها النبي الأمين بمطاوعة الشهوات والتفنن باللذات.
ثم تنبغ من بين هاتيك المعازف والقيان وذلك الجور والفجور رجالات البدع والمذاهب ، والآراء والأهواء ، ناصبين فخاخهم لصيد السمعة والصيت حين لا محاسب ولا معاقب ، ولا ناهي ولا آمر ، بل كانت السلطة قد تروج تلك الاختلافات ، فيما يضعف من مذهب أهل البيت ويقلل من أنصاره.
ولقد كان أبو عبد الله الصادق عليه السلام يشاهد ذلك الصراع القائم بين الدين والحكومتين ، وبين الحق وأرباب هاتيك البدع.
فما ذا تراه سيتخذ من موقف في وسط هذا المحيط المائج؟ أيعلن الحرب على السلطة والبدع وهو يعرف الناس وتخاذلهم عن الحق.
وكم شاهد وسمع من غدرة بعلوي ، ونكثة بهاشمي ، ولا يهمه ذلك لو كان يصل الى غرضه كما فعل الحسين عليه السلام ، فليست نفسه بأعز من الدين عليه ، ولكنه يعلم يقينا بأن ذلك سيقضي على نفيس حياته ، دون أن يسدي إلى الدين نفعا ، ويجر له مغنما أو أنه يلتزم الصمت أمام ذلك الصراع وفيه
Halaman 81