قلت: فيه اعتراف بأن دعوى الكشف قد تكون باطلة، ولو صدرت ممن هو أهل لذلك عندهم فإنه إنما يترآى له ما غلب على اعتقاده بحسب نظره وفكره كما قال: أي فبطلان دعواه لا يستلزم كذبه، وفي هذا الكلام اعتراف أيضا بأنه [187] لا ثقة بالكشف، وأنه قد يكون من قبيل التخيلات الفاسدة، وهذا هو ما ذكره الذهبي في حق ابن عربي، حيث قال في حقه: أنها لما نهكته الرياضة اختلط فصار يتخيل ما لا أصل له، ويتوهم ما لا يكون، هذا مؤدى كلام الذهبي في بعض كتبه، وقد ذكره في بعضها بما هو أقبح من ذلك، بل قد كفره، وفي هذا الكلام الذي نقله الدواني عن بعض أصفيائهم اعتراف أيضا بأنه قد يدعى الكشف في مواضع الخلاف كمسألة الصفات، فاتضح بطلان ذلك السؤال المتقدم.
Halaman 394