لا يوصف بشيء من الاجزاء، ولا الجوارح والاعضاء، ولا بالغيريه والابعاض..
ولا يقال: له حد، ولا نهايه، ولا انقطاع ولا غايه..
ولا ان الاشياء تحويه، فتقله او تهويه، او ان شيئا يحمله، فيميله او يعدله!..
ليس في الاشياء بوالج، ولا عنها بخارج..
يخبر لا بلسان ولهوات.. ويسمع لا بخروق وادوات..
العالى على كل شيء بجلاله وعزته..).
فهذه الفقرات كلها قد جاءت بنقيض ما قال به الشيخ ابن تيميه ثم نسبه الى اجماع الصحابه بلا ادنى خلاف من احدهم!!.
فما كان احوجه الى هذا البيان ونظائره الكثيره التى صحت عن امير المومنين(ع)، ليجد نفسه غنيا كل الغنى عن اخبار الحشويه وتصوراتهم القاصره، غنيا عن اخبار عكرمه الخارجى الكذاب! التى اكثر منها اكثارا مدهشا في هذا الباب.
عقيده اهل السنه :
لم يات نكير فقهاء عصره عليه لدعوته الى التجديد وجمودهم على التقليد ، كما توهم الكثير ممن خدعه زخرف القول وصرعه التهويل المتكرر باسم السابقين الاولين، والسلف الصالح، ودعوى الاجماع المنسوب اليهم! ثم ممن تناقل اقوالهم الجاهزه احسانا للظن بهم واعفاء للنفس من عناء التحقيق والنظر.
ولقد رايت فيما قرات اساتذه كبارا وقعوا في هذه الشراك! فالحق ان عقيدته في الصفات كانت واحدا من اهم محاور الصراع الذى خاضه مع علماء عصره، فهى السبب الوحيد لما دار بينه وبين المالكيه من فتن في دمشق، وهى السبب الوحيد لاستدعائه الى مصر ثم سجنه هناك ، كما كانت سببا في عده مجالس عقدت هنا وهناك لمناقشه اقواله.
ولم ينفرد المالكيه في الرد عليه، بل كان هذا هو شان الحنفيه والشافعيه ايضا، واما الحنبليه فقد تقدم ما يفى في اظهار شذوذه عنهم.
قال الشيخ الكوثرى الحنفى في وصف عقيده ابن تيميه في الصفات: انها تجسيم صريح. ثم نقل مثل ذلك عن ابن حجر المكى في كتابه (شرح الشمائل).
Halaman 74