وللشافعيه دورهم البارز في مواجهه هذه العقيده، فقد صنفوا في بيان اخطاء ابن تيميه فيها كثيرا، وربما يعد من اهم تصانيفهم تلك ما كتبه شيخهم شهاب الدين ابن جهبل، المتوفى سنه 733 ه. ويكتسب هذا التصنيف اهميته لسببين:
اولهما : ان هذا الشيخ كان معاصرا لابن تيميه، وقد كتب رده هذا في حياه ابن تيميه موجها اليه.
والثانى : انه ختمه بتحد صريح، قال فيه: (ونحن ننتظر ما يرد من تمويهه وفساده، لنبين مدارج زيغه وعناده، ونجاهد في الله حق جهاده). ثم لم يذكر لابن تيميه جوابا عليه رغم انه قد وضعه ردا على (الحمويه الكبرى) التى القاها الشيخ ابن تيميه على المنبر في سنه 698 ه.
ورساله الشيخ ابن جهبل هذه ذكرها السبكى في طبقاته كامله، سناتى هنا بجمل قليله منها ليظهر لك البون الشاسع بين عقيده اهل السنه، وما سطره ابن تيميه في عقائده:
قال ابن جهبل: الذى دعانى الى تسطير هذه النبذه: ما وقع في هذه المده مما علقه بعضهم في اثبات الجهه، واغتر بها من لم يرسخ له في التعليم قدم، ولم يتعلق باذيال المعرفه، فاحببت ان اذكر عقيده اهل السنه والجماعه، ثم ابين فساد ما ذكره، مع انه لم يدع دعوى الا نقضها، ولا اطد قاعده الا هدمها..
قال: مذهب الحشويه في اثبات الجهه مذهب واه ساقط، وهم فريقان:
فريق لا يتحاشى في اظهار الحشو.
وفريق يتستر بمذهب السلف ويكذب على السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، ولو انفق مل ء الارض ذهبا ما استطاع ان يروج عليهم كلمه تصدق دعواه، وتستر هذا الفريق بالسلف حفظا لرئاسته والحطام الذى يجتلبه، او هوى يجمع عليه الطغام الجهله والرعاع السفله..
ومذهب السلف انما هو التوحيد والتنزيه، دون التجسيم والتشبيه.
ولقد كان الصحابه رضى الله عنهم لا يخوضون في شيء من هذه الاشياء، مع ان سيوف حججهم مرهفه ورماحها مشحوذه..
Halaman 75