Cerita-cerita Puitis
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Genre-genre
نعم هذا هو جزاء الإحسان، وهو أجرك ومكافأتك. مصيرك يشبه مصائر بعض أبناء الأرض. اللعنة، لقد شاركت في أكثر من حرب، لكنني لم أقم أبدا بدور الجلاد.
هذا هو الحبل ، وهذا هو الحجر، وهذا هو الماء، لا بد مما ليس منه بد. تعال هنا، يا عديم الأصل، ولا تتطلع إلي، لم يبق إلا ركلة واحدة، وينتهي كل شيء.»
عندما لف الحبل على رقبة الكلب، راح هذا يلعق يده ويهز ذيله. تراجع على الفور ونزع الحبل من رقبته، ثم لفه بسرعة على عنقه.
أخذ يطلق اللعنات المرعبة المخيفة، ثم جمع طاقته وحشد آخر قواه، ورمى نفسه في التيار المتدفق الذي ارتفع سطحه، واهتز برنة ضعيفة، ثم التف حول نفسه في دائرة صغيرة قبل أن يغطيه بالصمت والسكون.
أخذ الكلب يقفز وينبح، ويستغيث بالمنقذين، ووصل صوت نباحه إلى البحارة، وأقلق راحتهم، وراح يعدو وراءهم، ويشدهم من أطراف ثيابهم وهو يبكي وينوح، ولما استطاع البحارة أخيرا أن يعثروا عليه، كان قد فارق الحياة.
في هدوء واروه التراب، وكان الكلب هو الوحيد الذي تبع جثمانه، وهو يطلق العويل والنواح. ولما رآهم يهيلون عليه التراب مدد جسده على الأرض، ودخل في غيبوبة الاحتضار.
2 (3) الساحرة الصغيرة
كان اسم الصغيرة هو «إلزا فات». تربت في بيت من بيوت اليتامى، حيث كانوا يعتبرونها معوقة ومنافقة. والسبب في ذلك أنها لم تكن تنطق بكلمة واحدة، وأنهم كانوا يرتابون في شأنها ارتيابا شديدا؛ إذ يأخذون عليها شبهة الضحك بصوت شديد الخفوت بعد أن تستيقظ مبكرا من نومها.
وبسبب تصرفاتها الغريبة سموها الساحرة الصغيرة. كانوا في كل مكان يعيبون سلوكها، ومع ذلك فلم يجسر أحد على ضربها؛ لأنها كانت قد ولدت عمياء. وقد اعتبروها طفلة وقحة؛ لأنها كانت تتضاحك بصوت خفيض كلما أخذوها إلى النوم في فراشها.
وذات يوم رقدت «إلزا» في سريرها الصغير شاحبة الوجه مرهقة، إلزا المريضة، الهادئة، العمياء، وراحت تحتضر. كانت تبتسم كأنها قادمة من عوالم أخرى، وعندما مسحت إحدى الموظفات في بيت اليتامى على رأسها برفق نطقت قائلة لها بصوت عال وبسعادة لا حد لها: شكرا لك.
Halaman tidak diketahui