============================================================
الصوت المشتمل على بعض الحروف، أو ما هو في قوة ذلك، فالأول؛ نحو: (رجل) و(فرس)، والثاني: كالضمير المستتر في نحو: (اضرب) و(اذهب) المقدر بقولك: (أنت).
ونعني بالمفيد: ما يصح الاكتفاء به، فنحو: (قام زيد) كلام؛ لأنه لفظ يصح أي: من الفم كما صرح به العلامة الرضي، فإن قلت: يشكل حينئذ أخذ اللفظ في التعريف لعدم شموله كلام الباري تعالى، وأجيب: بأن المراد ما يمكن أن يخرج من الفم وان لم يخرج منه. والحاصل أن المراد به الحروف خرجت من الفم بالفعل أو لا فيشمل كلام الله تعالى وتسبيح الحصى وإنما لم يقل لفظ الله رعاية للأدب كذا قيل، والكلام في ذلك طويل (قوله المشتمل) تقدم ما فيه. (قوله بعض الحروف) أي: الهجائية أعني آب ت إلخ وهي بديهية تعرف من غير احتياج إلى معرفة معنى اللفظ والكلمة، فاندفع ما قيل: الحرف كلمة كذا والكلمة لفظ كذا، فيلزم ذكر اللفظ في تعريف اللفظ وهو باطل، وقد مرت منا الإشارة إلى هذا فتذكر. (قوله أو ما هو إلخ) واستعماله فيه على طريق المجاز المشهور ومثله يجوز في التعريف على آنه يمكن أن يدعى أن الضمير المستتر عند النحات لفظ حقيقة لا مجازا فاندفع ما قيل: يلزم أن يكون اللفظ مستعملا إما في حقيقته أو مجازه إن استعمل فيها جميعا أو في مجازه فقط إن استعمل في معنى شامل لهما بعموم المجاز، وعلى التقديرين يلزم المجاز في التعريف ووجه الاندفاع ظاهر. (قوله كالضمير المستتر) فانه ليس بحرف ولا صوت، ولم يوضع له لفظ، وإنما عبروا عنه باستعارة لفظ المنفصل له وأجروا عليه أحكام اللفظ كالإسناد إليه وتوكيده والعطف عليه وغير ذلك، فهو لفظ حكما لا حقيقة. (قوله ونعني بالمفيد إلخ) أي: في تعريف الكلام فإن المفيد قد يكون غير لفظ كالدوال الأربع. واعترض بأن هذا دفع بالعناية وهو غير مقبول؛ لأن الإيراد لا يدفع بالمراد. وأجيب: بأن هذا عناية ببيان المستعمل اصطلاحا فيكون هو المتبادر بحسب ذلك والمنصرف إليه عند الإطلاق فيكون ما عداه بالنسبة إليه كالعدم فيكون من قبيل الحقيقة العرفية فتكون مقبولة قاله الحمصي:. وقال السيف الحنفي: إن هذا هو المعنى بالمفيد حيث وقع قيدا للفظ وكذا قال غير واحد. (قوله ونعني بالمفيد ما يصح الخ) عرفه دون
Halaman 89