============================================================
و(مهما) مبتدا، والجملة خبر.
وأما (ما) المصدرية: فهي التي تسبك مع ما بعدها بمصدر؛ نحو قوله تعالى: {ودوا ما عنيم} (6ل ممران: 118)؛ أي : ودوا عنتكم، وقول الشاعر: يسو المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا أي: يسر المرء ذهاب الليالي.
وقد اختلف فيها، فذهب سيبويه: إلى آنها حرف بمنزلة (أن) المصدرية، وذهب الأخفش وابن السراج: إلى آنها اسم بمنزلة (الذي) واقع على ما لا يعقل، وهو الحدث، والمعنى: وذوا الذي عنتموه، أي: العنت الذي عنتموه، ويسر المرء الذي ذهبه الليالي؛ أي: الذهاب الذي ذهبته الليالي، الشرط (1) غير موجب عند أبي علي. (قوله التي تسبك مع ما بعدها) الأولى تسبك هي وما بعدها، وبعض قال المسبوك ما بعدها بواسطتها فلا تغفل. (قوله وقد اختلف فيها إلخ) وثمرة الخلاف أنه على القول باسميتها يكون لها محل من الإعراب وتفتقر إلى ضمير من صلتها ويجوز آن يعود عليها ضمير من غيرها آيضا كأعجبني ما قمته على ما قيل وهو حسن، وعلى القول بالحرفية لا يكون كذلك. (قوله وذهب الأخفش وابن السراج إلى أنها اسم) ويرجح هذا القول على ما ذكره بعضهم أن فيه تخلصا من دعوى اشتراك لا داعي إليه فإن كونها حرفا فيه دعوى اشتراك ما بين المعنى المصدري الحرفي والمعنى الاسمي الموصولي وكونها اسما فيه تخلص عن ذلك الاشتراك؛ لأن ما الموصولية الاسمية موضوعة لما لا يعقل ومن جملته الحدث فيكون إطلاقها عليه باعتبار أنه لا يعقل إطلاقا باعتبار الوضع الأول لا باعتبار وضع جديد. (قوله واقع) بالرفع صفة لاسم. (قوله الحدث) أي: المفهوم من الفعل الدال عليه تضمنا. (قوله العنت) الظاهر أن المراد به الإثم لا الزنا كما في قوله تعالى: لمن خشى المنت (الناء: 25). (قوله لم يسمع) سند للرد وفيه إشارة إلى إمكانه وهو كذلك. وقيل: لا (1) فلا يرد أن من لا تزاد في الإيجاب فافهم. منه.
(2
Halaman 84