============================================================
نحو: (هل) و(بل)؛ فإنهما لا يقبلان شيئا من علامات الأسماء، ولا شيئا من علامات الأفعال، فانتفى أن يكونا اسمين، وأن يكونا فعلين، وتعين أن يكونا حرفين؛ إذ ليس لنا إلا ثلاثة أقسام، وقد انتفى اثنان، فتعين الثالث.
ولما كان من الحروف ما اختلف فيه: هل هو حرف أو اسم؛ نصصت عليه كما فعلت في الفعل الماضي وفعل الأمر؛ وهو أربعة: (إذما) و(مهما) و(ما) المصدرية و(لما) الرابطة.
فأما (إذما): فاختلف فيها سيبويه وغيره فقال سيبويه: إنها حرف بمنزلة (إن) الشرطية، فإذا قلت: (إذما تقم أقم) فمعناه: (إن تقم أقم).
وقال المبرد وابن السراج والفارسي: إنها ظرف زمان، وإن المعنى في المثال: (متى تقم أقم)، واحتجوا بأنها قبل دخول (ما) عليها كانت اسما، والأصل عدم التغيير كيف تبيع الأحمرين فتأمل. (قوله نحو هل وبل) أشار بهذين المثالين إلى أن الحرف ينقسم إلى قسمين: ماله صدر الكلام كهل ولذا قدمه، وما ليس كذلك كبل، وقيل غير ذلك. (قوله ولما كان من الحروف الخ) فيه تغليب جانب الحرف على جانب الاسم؛ لأن البحث فيه.
(قوله فقال سيبويه إنها حرف) وهو الأصح كما قال بعضهم خلافا للمصنف وسنحقق ذلك قريبا . (قوله بمنزلة أن الشرطية) أي: في مجرد الدلالة على التعليق من غير دلالة على زمان أو مكان كذا قالوا. ولينظر هل هي مثلها عند عدم(1) الجزم بالشرط أو لا لم أر في ذلك نصا فليحرر. (قوله قبل دخول ما) وهي زائدة لازمة عند مدعي الحرفية وكافة عن الإضافة عند الآخر قاله غير واحد. (قوله كانت اسما) موضوعة للزمان الماضي. (قوله وأجيب الخ) حاصله أنه وإن كان الأصل عدم التغيير وبقاء ما كان على ما كان إلا أن تغير المعنى المتحقق (1) يعني أن إن تستعمل عند عدم جزم المتكلم بمضمون الشرط وتردده فيه. مثلا إذا كان مترددا في قيام زيد غير جازم به يقول إن قام زيد أفعل كذا فهل هذه الكلمة مثلها في هذا الاستعمال أو لا؟ فيه تردد، قال بعض المعاصرين الذين ينقدح في الذهن الثاني. منه .
81
Halaman 81