============================================================
ذهب، فيحتمل قرب الذهاب وبعده فإذا قلت قد ذهب فقد تخصص(1)، وأما الثالث فالاسم والماضي يشتركان فيه إذا وقعا جوابا للؤ، وأما الرابع فليس بمطرد(2). ولو سلم (2) فالماضي يجري أيضا على الاسم كفرح فهو فرح وأشر فهو أشر وغلب غلبا وجلب جلبا قاله ابن مالك. وقال الحمصي: الحق أن الاسم إنما أعرب لتواتر الفاعلية والمفعولية والإضافة عليه وهذه لا تتصور في الفعل المضارع لكنه لما توارد عليه الحال والاستقبال أشبه الاسم مشابهة ما فأعرب. واعترض بأنه على تقدير تمام سببيته لا يتمشى إلا على مذهب من يقول باشتراك المضارع بين الحال والاستقبال(4) أما على مذهب من يقول إنه حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال أو بالعكس فلا (5) كما لا يخفى. فالحق الحقيق بالقبول أنه إنما أعرب لمشابهته الاسم مشابهة كاملة لا يوجد مثلها في الفعل الماضي ألا ترى أن كل فعل مضارع جار على حركات اسم الفاعل وسكناته لفظأ كضارب ويضرب أو تقديرا كقائم ويقوم ولا كذلك كل ماض. وأيضا نقول مشابهة المضارع للاسم في الإبهام والتخصيص أقوى من مشابهة الماضي له في ذلك فإن المضارع إذا تخصص يتخصص بأحد زمانين مستقلين متميزين فهو كتخصيص الاسم النكرة بمدلول متعين ولا كذلك الماضي؛ لأنه إذا تخصص يتخصص بأحد وصفي الماضي وشتان ما بين التخصيصين. وكذا يقال في الباقي كذا أفيد وللمفيد أعلى الله تعالى مقامه كلام غير هذا يتعلق بهذا المقام ذكره في كتابه (1) بالقرب منه.
(2) لعدم الجريان في قائم ويقوم. منه.
(3) وجه التسليم أن يراد الجريان لفظا أو تقديرا فيطرد حينيذ لأن يقوم جار على قائم إذ أصله يقوم على وزن يحسن استثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى القاف وكذا تقول في نظائره منه .
(4) أي التوارد المذكور. منه.
(5) إذ الماضي أيضا يتوارد عليه حقيقة ومجازا المضي والاستقبال ك { خلق الله السموت) ول ينفخ فى الضور فافهم. منه.
(1) شرح لغز نظمه عمر آغا الملي في لفظ مريخ لوزير بغداد سعيد باشا. منه.
(26) 79
Halaman 79