============================================================
أصله قبل دخول الجازم: (يصدوننك) فلما دخل الجازم وهو (لا) الناهية حذفت النون، فالتقى ساكنان الواو والنون، فحذفت الواو لاعتلالها ووجود دليل يدل عليها وهو الضمة، وقدر الفعل معربا وإن كانت النون مباشرة لآخره لفظا؛ لكونها منفصلة منه تقديرا، وقد أشرث إلى ذلك كله ممثلا .
وأما إعرابه: ففيما عدا هذين الموضعين؛ نحو: (يقوم زيذ)، و: (لن يقوم زيذا، و: (لم يقم زيد).
العكس. بيانه أن نون التوكيد إما ثقيلة مفتوحة أو خفيفة ساكنة، ونون الإعراب خفيفة مكسورة في التثنية مفتوحة في غيرها فإذا حذفت وبقيت نون التوكيد والفعل معرب لم يدخل عليه ناصب ولا جازم يعلم ضرورة أن نون الرفع محذوفة، لأن الثابتة لا تصلح لذلك قاله الحمصي. وقال غيره سبب حذفها دونها أن نون التوكيد لو حذفت فات غرض التأكيد بالكلية إذ لا داعي عندنا لملاحظته بخلاف نون الرفع فإنها إذا حذفت دعي لملاحظتها عدم جواز خلو الكلمة من الإعراب. والقول بأنها حذفت؛ لأنها كجزء أخير من الفعل وحذفه أسهل ولا كذلك نون التوكيد ليس بأكيد ولا سديد فافهم. (قوله أصله قبل دخول الجازم يصدوننك) فيه أن الشائع فيما بينهم أن الفعل الخالي من الطلب والقسم لا يؤكد فكان عليه أن يقول أصله قبل دخول الجازم يصدونك فلما دخل الجازم وحذف النون أكد فالتقى ساكنان. (قوله وقدر الفعل معربا) إلى جعل الفعل معربا لا أن هناك إعرابا مقدرا؛ لأن الاعراب ظاهر وهو حذف النون قاله الحطابي وهو من باب حسن الظن. (قوله وأما إعرابه الخ) قيل: سبب إعرابه مشابهته الاسم في توارد المعاني التركيبية المختلفة ففي الاسم نحو ما أحسن زيدا وفي الفعل نحو لا تأكل السمك وتشرب اللبن، وتقرير ذلك مشهور وهو مختار ابن مالك، وفيه أن الماضي قد تتوارد عليه أيضا نحو ما صام واعتكف فإنه يحتمل أن المعنى ما صام وما اعتكف أو ولكن اعتكف أو معتكفا مع أنه لم يعرب، وقبل مشابهته الاسم في الإبهام والتخصيص وقبول لام الابتداء والجريان على حركات اسم الفاعل وسكناته وهو مختار الجمهور وفيه أن الأول والثاني مما يقبلهما الماضي أيضا، تقول: زيد (17) 28
Halaman 78