============================================================
وسيأتي شرح ذلك كله.
وأما بناؤه على الفتح: فمشروط بأن تباشره نون التوكيد لفظا أو تقديرا؛ نحو: كلا لينبد [الهمزة: 4)، واحترزت بذكر المباشرة من نحو قوله تعالى : ولا تتبعآن فحذفت للثقل وتبعتها الواو للساكنين واختصت بالحذف دون الثانية لأمور أحدها كونها جزءأ وحذفه أسهل، وثانيها: كونها آخر الفعل وحذفه أولى وثالثها أنها لا تدل على معنى فحذفها أحسن و الثانية ليست كذلك؛ لأنها كل وتدل على معنى وليست بآخر. (قوله وسيأتي شرح ذلك) أي: في باب الأمثلة الخمسة إن شاء الله تعالى وهو آنها تنصب بحذف النون. (قوله بذكر المباشرة) لم يقيد بذلك في نون النسوة؛ لأنها لا تكون إلا كذلك.
(قوله: قوله: ولا تتبعآن} (يونس: 89)) لا ناهية وتتبعان فعل مضارع مجزوم بحذف النون والضمير فاعله. وأصله قبل التوكيد والنهي تتبعان بالتخفيف فدخلت لا الناهية فحذفت النون ثم أكد بالنون الثقيلة المدغمة في مثلها فالتقى ساكنان. وحركت النون الثانية وهي المدغم فيها ليتأتى الإدغام وكان بالكسرة تشبيها بنون التثنية. ولا يتوهم أن التحريك لدفع التقاء الساكنين؛ لأنه باق مع التحريك؛ لأن الساكنين الألف والنون الأولى لا هو والنون الثانية المحركة كما لا يخفى والتقاء الساكنين هنا مغتفر أما عند من آجازه حيث يكون الأول منهما حرف مد، والثاني مدغما في مثله كدابة وخويصه ولم يشترط كونه في كلمة فالأمر(1) واضح، وأما عند من أجازه هناك لكن اشترط أن يكون في كلمة فللضرورة إذ لا يمكن حذف الألف؛ لأنه ربما يلتبس بفعل الواحد ولا النون لفوات الغرض وهو التوكيد كذا حققه بعض المحققين ثم ما ذكر من التمثيل إنما هو على قراءة التشديد أما على قراءة التخفيف فلا يتمشى وعليها فلا نافية بالفاء لا بالهاء وتتبعان فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والألف ضمير الفاعل والمعنى على النهي (2). (قوله لثبلورب} [آل عمران : 186)) في (1) لأن الأول حرف مد وهو الألف، والثاني مدغم في مثله وهو النون ولا يضر عدم كونهما في كلمة؛ لأن البناء على عدم الاشتراط. منه.
(2) وهو أبلغ من النهي الصريح على ما قالوا منه.
(7) 76
Halaman 76