============================================================
(نأيت) وهي: النون، والألف، والياء، والتاء؛ نحو: (نقوم) و(أقوم) وليقوم) و(تقوم)، وتسمى هذه الأربعة أحرف المضارعة، وإنما ذكرت هذه الأحرف بساطا وتمهيدا للحكم الذي بعدها، لا لأعرف الفعل المضارع بها؛ لأنا وجدناها تدخل في أول الفعل الماضي؛ نحو: (أكرمث زيدا)، و: (تعلمث المسألة)، و: (نرجست الدواء) إذا جعلت فيه نرجسا، و: (يرنأث الشيب) إذا خضبيه باليرناء، وهو الحناء، وإنما العمدة في تعريف المضارع دخول (لم) عليه.
أي: ولو مثل بأنيت أي: أدركت لكان أولى نظرا للنسبة التضعيفية لأن الهمزة لمعنى والنون لاثنين والياء لأربعة والتاء لثمانية. وجعل بعضهم وجه الأولوية التفاؤل ليس بالقوي(1) .
(قوله النون) أي: مسماها وكذا تقول في الباقي. (قوله وتسئى هذه الأحرف أحرف المضارعة) وذلك لأن الفعل بها يحصل له مضارعة(2) أي: مشابهة للاسم من جهة اللفظ والمعنى، آما من جهة اللفظ فلجريانه عليه في الحركات والسكنات، وأما من جهة المعنى فلأن كلأ منهما يأتي بمعنى الحال والاستقبال. فإن قلت إذا كانت المضارعة بمعنى المشابهة فما بالهم لا يسمون الاسم الذي لا ينصرف المشابه للفعل في علتين فرعيتين حقيقة أو حكما والاسم المبني المشابه للحرف فيما تقدم مضارعا لوجود المشابهة فيه. قلت: أجيب بأن الاسم خرج عن بابه إلى مشابهة الفعل والحرف فلو قيل اسم مضارع لم يعلم أي: القسمين هو فمنعناه من التسمية ولا كذلك الفعل. وأيضا الاسم شابه الفعل فيما لا ينصرف من وجهين فنقص تمكنه وشابه الفعل في الحركات والسكنات مثلأ حتى عمل فلو سمي مضارعا لالتبس المقصود تدبر. (قوله بساطا) في بعض النسخ بسطأ والمعنى توطئة وتمهيدا. (قوله للحكم الذي بعدها) عنى به قوله فيضم إلخ وقوله ويفتح إلخ. (قوله لا لأعرف الخ) فيه نظر بل قيل إنها أنفع العلامات له لعدم انفكاكها عنه كما هو مذهب سيبويه وسائر البصريين وهو المعتمد، وعلى تقدير الانفكاك لفظا كما قاله الكوفيون في نحو نارا (1) لأنه لا يلتفت إليه في أمثال هذا المقام. منه.
() من ضارعه إنا شرب معه من ضرع واحد. منه: (13) 73
Halaman 73