============================================================
إحداهما: أن تلزم طريقة واحدة ولا يختلف لفظها بحسب من هي مسندة إليه، فتقول: (هلم يا زيد)، و: (هلم يا زيدان)، و: (هلم يا زيدون)، و: (هلم يا هند)، و: (هلم يا هندان)، و: (هلم يا هندات)، وهي لغة أهل الحجاز، وبها جاء التنزيل؛ قال الله تعالى: والقآيلين لإخونهم هلم إلتنا) "الاحزاب: 18)؛ أي: ائتوا إلينا، وقال تعالى: (قل هلم شهدا ك/) "الانتام: 4150؛ أي : أحضروا شهداء كم، وهي عندهم اسم فعل لا فعل أمر؛ لأنها وإن كانت دالة على الطلب، لكنها لا تقبل ياء المخاطبة.
والثانية: أن تلحقها الضمائر البارزة بحسب من هي مسندة إليه؛ فتقول: (هلم)، و: (هلما)، و: (هلموا)، و: (هلممن) بالفك وسكون اللام، و: (هلمي)، وهي لغة بني تميم، وهي عند هؤلاء فعل أمر؛ لدلالتها على الطلب، وقبولها ياء المخاطبة.
وقد تبين بما استشهدت به من الآيتين أن (هلم) تستعمل قاصرة ومتعدية.
وأما (هات) و(تعال): فعذهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، أفصح كما يشير إلى ذلك تقديمها ومجيء التنزيل بها. (قوله وسكون اللام) المراد بها ما هو مصطلح الصرفيين وهو آخر الكلمة أعني بها هنا الميم الثانية وسكنت لاتصال النون وهذا السكون هو سبب الفك إذ لا يتأتى الإدغام (1) حينئذ كما لا يخفى. ويحتمل كون المراد باللام اللام التي قبل الميم الأولى والأول هو الأولى. (قوله وهي لغة بني تميم) وهي عندهم لا تتصرف ملتزم فيها الإدغام، واستعمل لها مضارعا من قيل له هلم فقال لا آهلم، وزعم بعضهم أنها عندهم اسم غلب عليها جانب الفعلئة وليس بشيء. (قوله فعل أمر) فهو مبني على سكون مقدر منع من ظهوره حركة إدغام المثلين. (قوله لازمة) أي: إن كانت بمعنى أتى كالآية الأولى، ولا يتوهم أن تعديتها مخصوصة بإلى بل قد تتبدى باللام كما يقال هلم للثريد. (قوله منعدية) أي: إن كانت بمعنى أحضر كالآية الثانية. (قوله فعدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال) وأجابوا عن اتصال الضمائر بهما بأنه لشبههما بالأفعال فتذكر. (قوله والصواب أنهما فعلا أمر) نص الرضي على ذلك في هات فقال ما (1) إذ الساكن لا يدغم فيه. منه.
70
Halaman 70