============================================================
وقد يبنى على حذف النون، وذلك إذا كان مسندا لألف الاثنين؛ نحو: (قوما)، أو واو الجماعة؛ نحو: (قوموا) أو ياء المخاطبة؛ نحو: (قومي)، فهذه ثلاثة أحوال للأمر، كما أن الماضي ثلاثة أحوال أيضا .
ولما كان بعض كلمات الأمر مختلفا فيها: هل هي فعل، أو اسم فعل، نبهت عليها كما فعلت مثل ذلك في الفعل الماضي، وهي ثلاثة: (هلم) و(هات) و(تعال).
فأما (هلم): فاختلف فيها العرب على لغتين: يقال حمل البناء على الإعراب لأن الشيء كما يحمل على نظيره يحمل على نقيضه، وعلى السابع بأن أفعال الإنشاء إنما قلنا بتجردها عن الزمان من حيث هي إنشاء والأمر لا دلالة له على الزمان بحسب الوضع من حيث إنشائيته، وهذه الحيثية ليست هي جهة كونه فعلا بل فعليته باعتبار دلالته على الحدث المطلوب وعلى زمان ذلك الحدث وهو المستقبل، فقد ثبت كونه فعلا لدلالته بحسب الوضع على الحدث وزمانه وإن كان لا دلالة له على الزمان من حيث كونه إنشاء كما هو المشهور هذا ومنشأ الخلاف قبل أصالة البناء في الأفعال وعدمها، وقيل: كونه أصلا برأسه وعدمه فجمهور البصريين على الأول والكوفيون على الثاني فليتأمل. (قوله وقد يبنى على حذف إلخ) قيل: لو قال على ما يجزم به مضارعه لو كان معربا لكان أولى (1) وفيه أنه يرد عليه الأمر المتصل به نون التوكيد فإنه مبني على الفتح ولا يشمل نحوهات مما لا مضارع (2) له وكذا لا يعلم حال الذي مضارعه مبني كأمر جمع المؤنث. وتفوت أيضا مراعاة السباق والسياق فافهم. (قوله فأما هلم) هي بفتح الميم، وحكى الجرمي كسرها أيضا وقد تضم عند اتصال بعض الضمائر البارزة ولا تضسم في نحو هلمه وهلم الرجل بل تفتح للخفة وأصلها على ما قيل هلا أم، وهلا كلمة استعجال، وأم بمعنى أسرع، أو أقبل نقلت ضمة الهمزة إلى اللام وحذفت كما هو القياس والتزم التخفيف هنا لثقل التركيب، وقيل: هي بسيطة واختاره جمع. (قوله أحدهما أن تلزم) وهذه اللغة (1) لاختصاره. منه.
(2) قاله الجوهري. مته.
Halaman 69