============================================================
البناء على السكون؛ كلاضرب) و(اذهت)، وقد يبنى على حذف آخره، وذلك إن كان معتلا؛ نحو: (اغز) و(اخش) و(اوم)،...
أصل الوضع البناء إلخ انتهى. ويحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف صفة الحكم أو حالا منه والمراد به أصل الوضع كما في الاحتمال الثاني فافهم. (قوله البناء على السكون) أي: إذا لم يتصل به نونا التوكيد فإنه حينيذ يبنى على الفتح، وقيل: على السكون أيضا وهذا الحكم عند جمهور البصريين، وذهب الأخفش والكوفيون إلى آنه معرب مجزوم بلام الأمر المحذوفة؛ لأنه مقتطع من المضارع، والفعل عندهم قسمان: ماض، ومضارع.
وانتصر لهم الشارح في المغني وقال: وبقولهم أقول؛ لأن الأمر معنى فحقه أن يودى بالحرف؛ ولأنه أخو النهي وقد دل عليه بالحرف؛ ولأن الفعل إنما وضع لتقييد الحدث بالزمان المحصل وكونه أمرا أو خبرا خارج عن مقصوده؛ ولأنهم قد نطقوا بذلك الأصل كقولهم: م أنت يا ابن خير قريش كي لتقضي حوائج المسلمينا وكقراءة جماعة فيذالك فليفرحوا ايونس: 08) بالتاء الفوقية. وفي الحديث: "لتأخذوا مصافكم"؛ ولأنك تقول: اخش واغز وارم، واضربا، واضربوا، واضربي، كما تقول في الجزم ولأن البناء لم يعهد كونه بالحرف ولأن المحققين على أن أفعال الإنشاء مجردة عن الزمان كبعت وأقسمت وقبلت، وأجابوا عن كونها مع ذلك اقبالا بأن تجردها عارض لها عند نقلها عن الخبر ولا يمكنهم ادعاء ذلك في قم إذ ليس له حالة غير هذه وحينئذ فيشكل فعليته وإذا أدي أن أصله لتقم كان الدال على الإنشاء اللام لا الفعل انتهى واعترض على الوجه الأول بأن الخبر معنى فلم لم يكن حقه أن يؤدى بالحرف وكذا المضي معنى والاستقبال معنى ويؤديان بغير الحرف، وعلى الثاني بأن الأمر وإن كان أخا النهي إلا أنه أيضا من جهة كونه إنشاء اخو الخبر فحقه حقه، وعلى الثالث بأنه يقتضي أن يكون الفعل موضوعا للدلالة وزمانه وهو باطل، وعلى الرابع بأن ذلك نادر فلا عبرة به، وعلى الخامس بأن موافقة الشيء للشيء صورة لا يقتضي إعطائه حكمه فإن هذين موافقة للزيدين صورة مع تصحيح القول ببنائه، وعلى السادس بأن أصل كل شيء لم يعهد ولا يبعد أن 3
Halaman 68