============================================================
وتبعه على ذلك أبو بكر بن شقير.
وأما (عسى): فذهب الكوفيون إلى أنها حرف ترج بمنزلة (لعل)، وتبعهم على ذلك ابن السراج. والصحيح أن الأربعة أفعال، بدليل اتصال تاء التأنيث الساكنة بهن؟00 بخلاف ما. وعند الكوفيين تكون حرف عطف في المفردات، تقول قام القوم ليس زيد، ورأيت القوم ليس زيدا، ومررت بالقوم ليس زيد هذا، وأصلها ليس بكسر الياء كما يقال علم في علم والتزامهم تخفيفها بإسكان الياء وتركهم قلب يائها ألفا كما هو القياس لمخالفتها أخواتها في عدم التصرف ولا يجوز أن تكون مفتوحة العين؛ إذ الفتحة لا تحذف في العين تخفيفا ولا مضمومة؛ إذ لم يوجد المضموم في يائي العين إلا في هيؤ أي: حسنت هيئته فليحفظ. (قوله وتبعه على ذلك أبو بكر) وأبو علي في أحد قوليه فإنه قال: إنه حرف؛ اذ لو كان مخفف فعل ويمكن أن يجاب عنه بأن ذاك لعله لمفارقته أخواته في عدم التصرف.
(قوله وأما عسى الجامدة) وأما المتصرفة التي بمعنى اشتد ففعل بالاتفاق، كقوله: لولا الحياء وأن رأسي قد عسى فيه المشيب لمزرت أم القاسم (قوله إلى أنها حرف) أي: مطلقا وسيبويه على ما نقل عنه يقول بالحرفية إذا اتصلت بالضمير المنصوب. (قوله بدليل اتصال تاء التأنيث الساكنة بهن) قيل: عليه أن التاء المتصلة بهن ليست لتأنيث الفاعل، أما عسى وليس فلأن المرفوع ليس فاعلا لمعناهما؛ لأن معناهما النفي والرجاء وهو لم يفعلهما، وأما في تعم وبئس فلأن مرفوعهما أيضا ليس موصوفا بمعناهما؛ لأنه إن كان مدح أو ذم فذاك وإن كان حسن أو قبح فلأن الفاعل هو الجنس أي: الماهية والحقيقة، وهو لا يقبل الوصف بذكورة ولا أنوثة، ومن هنا قال بعض المحققين المتجه أن ليس وعسى لنفي النسبة الكلامية ورجائها، ونعم وبيس لمدح الجنس وذمه، ودخلت التاء فيها لمشاكلة لفظ ما بعدها ويمكن الجواب نظرا إلى نعم وبئس بأن المراد بالتأنيث تأنيث الفاعل نفسه، أو فرده المقصود بالحكم ونظرا إلى الأخيرين بأن المراد بالمصدر الحاصل به فمعنى ليس الانتفاء وهو قائم بالمرفوع نحو 64)
Halaman 64