============================================================
تقول: (جاءني من قام)، و: (رأيت من قام)، و: (مررت بمن قام)، فتجد (من) ملازمة للسكون في الأحوال الثلاثة، وكذا تقول: (كم مالك)، و: (كم عبدا ملكت)، و : (بكم درهم اشتريت)، ف(كم) في المثال الأول في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه، وعلى الخبرية عند الأخفش، وفي الثاني في موضع نصب على المفعولية بالفعل الذي بعدها، وفي الثالث في موضع خفض بالباء، وهي ساكنة في الأحوال الثلاثة كما ترى.
ولما ذكرت المبني على السكون متأخرا خشيث من وهم من يتوهم أنه خلاف الأصل، فدفعث هذا الوهم بقولي: (وهو أصل البناء).
استفهامية أو فيه وفي الافتقار فيما إذا كانت موصولة وبنيت كم لشبهها بالحرف وضعا أو معنى وهو الاستفهام الذي هو معنى الهمزة في كم الاستفهامية والتكثير الذي هو معنى رب في كم الخبرية (قوله لقول جاعني من قام) قال المحشي من موصولة أي: الشخص الذي قام، أو نكرة موصوفة أي: شخص قام انتهى. وكونها موصولة أولى؛ لأنه الشائع الكثير في أمثال هذا التركيب، ولأن الكسائي زعم أنه لا يجوز أن تكون في نحو هذا التركيب مما لا يخص النكرات نكرة موصوفة، وكأنه رحمه الله تعالى أشار إلى ما ذكرنا بتقديم احتمال كونها موصولة على احتمال كونها نكرة موصوفة ثم لا يخفى آنه على تقدير كونها موصولة لا يحتاج إلى ذكر شخص كما يفهمه ظاهر عبارته. (قوله كم مالك ألخ) مثال للاستفهامية وترك مثال الخبرية ومثال من الشرطية والاستفهامية للاختصار. (قوله وعلى الخبرية عند الأخفش) إذ لا يجوز عنده الإخبار بالمعرفة عن النكرة مطلقا ويجوز عند ذلك سيبويه إذا كان المبتدأ اسم استفهام كما هنا. (قول متأخر قد سلف متا ما يفهم سبب التأخير فتذكر قوله أصل البناء) أي: أصل أنواعه؛ وذلك لخفته وثقل البناء، ولأن البناء ضد الإعراب، وأصل الإعراب بالحركات، فأصل البناء السكون، ويتفرع على أصالته أن ما جاء مبنيا على السكون لا يسأل عن سبب بنائه عليه كذا قالوا فتدبر. (قوله وأما الفعل) سمي به؛ لكونه مشتقأ من المصدر وهو فعل حقيقي ودالأ عليه تسمية للدال
Halaman 56