============================================================
وبناه على الكسر نصبا وجرا.
وزعم الزججاجي أن من العرب من يبني (أمس) على الفتح، وأنشد عليه قوله: (مذ أمسا)، وهو وهم، والضواب ما قدمناه: من آنه معرب غير منصرف.
وزعم بعضهم أن (أمسا) في البيت فعل ماض وفاعله مستتر، والتقدير: (مذ أمسى المساء).
اعم بالرجا إن عن باس وتناس الذي تضن أمس (قوله وبناه على الكسر نصبأ وجرا) لعل وجه ذلك أن هذا البعض لا يعتبر ذلك السبب المقتضي لبنائه اعتبارا تامأ كالحجازيين ولا يهمله بالكلية كالأولين بل يعتبره عند العامل الضعيف وهو عامل النصب والجر ويهمله عند العامل القوى وهو عامل الرفع فهو كالمتوسط في المسألة كذا أفيد، وقال بعض الفضلاء في توجيه ذلك : إنه لما جاز أن يعتبر فيه موجب البناء وموجب منع الصرف كما تقدم ابتدؤوا باعتبار موجب منع الصرف؛ لأنه من الإعراب والإعراب أشرف واعتبر أسبق أوجه الإعراب وأشرفها وهو الرفع فأعطي حالة الرفع وبقي حالة النصب والجر وهما مستويا الحركة في غير المنصرف ورأوا اعتبار موجب البناء فأشركوها في البناء على الكسر؛ لأنهم لو ضموا آخره لالتبس بحالة الاعراب ولو فتحوه لالتبس بغير المنصرف فكسروه للتخلص من ذلك انتهى. وهو توجيه وجيه كما لا يخفى على الناظر فيه فليفهم. (قوله وزعم) الزعم قول بلا دليل أو مع دليل فاسد. (قوله وهم) بفتح الهاء وإسكانها أي: غلط وذلك لمخالفته الثقاة وأئمة العربية كسيبويه وغيره. (قوله فعل ماض) لا يساعد على هذا رسم الكتابة؛ لأنه لو كان فعلا لكتب بصورة الياء لا بالألف؛ لأنه يائي لا واوي يقال أمسيت لا أمسوت. (قوله وفاعله مستتر فيه) والتقدير مذ أمسا المساء أي الضمير راجع لما دل عليه الفعل على حذ قوله : "اولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" أي : لا يشرب هو أي: الشارب لكن حسن ذلك تقدم نظيره في قوله: "ولا يزني الزاني وهو مؤمن" فافهم. خاتمة؛ اعلم أنك إذا سميت رجلا بأمسن على لغة الحجازيين أعربته وصرفته كما يصرف غاق إذا سمي به ت
Halaman 50