============================================================
وافترقت بنو تميم فرقتين: فمنهم من أعربه بالضمة رفعا، وبالفتحة مطلقا، فقال: (مضى أمس) بالضم، و: (اعتكفت أمس) و: (ما رأيته مذ أمس) بالفتح، قال الشاعر: لقد رأيث عجبا مذ أنسا قجائزا مثل السعالسي خنسا ياثلن ما في رخلهن هنسا لا ترك الله لهن ضرسا ولا لقين الدهر إلا تفسا ومنهم من أعربه بالضمة رفعا،0000.
تضمنه لام التعريف عند الجمهور ومعنى الاشارة إذ معناه ذلك الوقت عند الزجاج وفيه نظر؛ إذ جميع الأعلام كذلك مع إعرابها كما لا يخفى، واستدل على التضمين بوجهين الأول أنه معرفة لدلالته على وقت مخصوض وليس هو أحد المعارف فدل ذلك على تضمنه لام التعريف، والثاني: أنه يوصف بما فيه أل ولولا أنه معرفة بتقدير أل لما وصف بالمعرفة، وإنما لم يبن غدا مع كونه معرفة؛ لأنه ليس بواقع وإنما يتضمنها ما هو حاصل واقع أو لان أمس بمعنى الفعل الماضي وهو مبني وغدا بمعنى الفعل المستقبل وهو معرب قاله ابن كيسان، والتضمين: أن تحمل اللفظ معنى غير الذي يستحقه بغير آلة ظاهرة كذا قيل، وتحقيق هذا المطلب يطلب من المطولات وللعلماء في ذلك رسائل هي لتحقيقه أنفع الوسائل. (قوله واعتكفت إلخ) الأولى بدله رأيت أمس وكذا فيما يأتي؛ لأن هذا مبني اتفاقا لأنه ظرف فلا تغفل. (قوله بالضمة والفتحة) أي: إعراب ما لا ينصرف للعلمية والعدل عن الأمس والفرق بين العدل والتضمن أن الأول يجوز أن يظهر فيه أل دون الثاني فلذا أعرب المعدول وبني المتضمن، وقيل: العدل: تغيير صيغة الكلمة اللفظية مع بقاء معناها، والتضمين: استعمالها في المعنى الأصلي مزيدا عليه معنى آخر. (قوله مطلقا) أي: في حالة النصب والجر ومن فسره بقوله سواء أريد به اليوم الذي قبل يومك أو لم يرد به ذلك فقد وهم وقال وما فهم؛ لأن محل النزاع فيها إنما هو فيما إذا أريد به اليوم المذكور كما ينبو عنه. (قوله وأما أمس إذا أريد به إلخ فأهل الحجاز) ولم يقل وأما أمس فأهل الحجاز يبنونه على الكسر إذا أريد به إلخ وهذا ظاهر. (قوله أعربه بالضمة رفما) كقوله: 49)
Halaman 49