Hadith Isa bin Hisham
حديث عيسى بن هشام
Genre-genre
عيسى بن هشام :
وما هو متوسط عدد القضايا في الجلسة؟
المحامي :
متوسطها عشر قضايا.
عيسى بن هشام :
وهل تكفي هذه المدة للاطلاع على ما تحتويه القضايا الجنائية من كثرة الأوراق؟
المحامي :
نعم تكفي عندهم، وطالما اطلعنا على القضايا التي تعود من عند القاضي «الملخص» إلى قلم الكتاب لاطلاع المحامين، فنجد عليها رمزا بأحد هذه الأحرف: «ب» «ع» «ت»، فالباء إشارة إلى البراءة، والعين إشارة إلى العقوبة، والتاء إشارة إلى تأييد الحكم الابتدائي، وإنما يضع القاضي هذه الرموز حتى لا ينسى رأيه في القضية عند عرضه على زملائه في المداولة، فإذا عرضه عليهم لم يضع الوقت بينهم سدى في البحث والمناقشة ، ولكن لما كان القاضي الجنائي له الاستقلال المطلق في الحكم بما يرتاح إليه ضميره وتطمئن به نفسه كان من الواجب عليه أن يسلك غير هذا الطريق، ويفحص أدلة الثبوت وأدلة البراءة بنفسه، فيعرضها على ضميره وهو خال من كل اعتقاد خاص للبراءة وللتهمة، حتى إذا استقامت لديه الأدلة حكم بما يغلب عليه منها، لا أنه يجري في طريق التسليم لرأي غيره، ولا أن يكون الحكم مبتوتا في القضية بأحد هذه الأحرف الثلاثة التي عنت للقاضي الملخص وهو يمر عليها في انفراده ببيته مر السحاب.
قال عيسى بن هشام: وبينا نحن في هذا الكلام؛ إذ عادت الجلسة إلى انعقادها فدخلنا لسماع الحكم فنطق الرئيس ببراءة الباشا؛ لأن التهمة وإن كانت ثابتة عليه إلا أنه قد حالت دونه ودون دعوة القانون قوة قاهرة، فخرجنا مسرورين بهذه النعمة، وخرج الباشا وهو يقول:
الباشا :
Halaman tidak diketahui