Hadith Isa bin Hisham
حديث عيسى بن هشام
Genre-genre
قد آن أن نفرغ من هذا الحديث فقد اقتربنا من المحكمة.
عيسى بن هشام :
ولعلنا نجدها بإذن الله في مكانها، فقد تعودت التنقل من مكان إلى مكان حتى أشبهت خيام العرب:
يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال
عذيب يوما ويوما بالخليصاء
ثم اقتربنا فوجدناها، وأقمنا في ساحتها ننتظر نوبتنا بين أرباب القضايا حتى نودي علينا، فتقدمنا للجلسة أمام ثلاثة من القضاة، فأخذ الأجنبي منهم يقرأ «ملخص القضية» بلهجة أعجمية، وحروف لم تستوف مخارجها فقال: «إن هذا الرجل متهم بالتعدي على فلان العسكري بالضرب في أثناء تأدية وظيفته في يوم كذا من شهر كذا والمتهم أنكر، وشهد المجني عليه ودل الكشف الطبي على وجود علامات فيه للضرب، والمحكمة الابتدائية حكمت عليه بالحبس سنة ونصفا بالتطبيق على مادتي 124 و126، عقوبات فاستأنف المحكوم عليه.»
ولما سألت المحامي عن هذا التلخيص الغريب قال لي: هكذا تجري العادة هنا، فيأخذ مثل هذا القاضي الأجنبي عبارة الديباجة المذكورة في الحكم الابتدائي، فيجعلها تلخيصا للقضية، ثم يكتبها بعربيتها بحروف أجنبية ليقرأها أمام الجلسة على نحو ما رأيت.
ثم التفت رئيس الجلسة إلى الباشا وسأله عن اسمه وسنه وصناعته ومحل إقامته، وأشار إلى النيابة بالكلام فشرع النائب في شرح القضية على ما يوافق هواه، ولم نسمع من الرئيس مقاطعة له في كلامه كما يكون في المحاكم الابتدائية «والسر في ذلك أن بعض القضاة الذين لم يكونوا اطلعوا على أوراق القضية في الاستئناف هم في حاجة إلى العلم بها من أقوال النائب فيتركوه وشأنه في التطويل والإسهاب»، ثم أذن الرئيس بالكلام للمحامي مع الإيجاز، فابتدأ المحامي بسرد أقواله في أوجه الدفاع عن المتهم، وكلما وصل إلى النقطة المهمة في دفاعه قال له الرئيس: «الموضوع» «طلباتك»، ولما تكرر منه وقوع ذلك رأيت أحد القضاة ينبه الرئيس إلى أن كلام المحامي في عين «الموضوع» «وللرئيس العذر؛ لأنه لم يطلع على تفصيل القضية ولم ينصت لأقوال النيابة»، ثم نطق الرئيس بعد ذلك بقوله: «سمعت القضية والحكم بعد المداولة»، فانتقلت الجلسة إلى حجرة المداولة، وخرجنا ننتظر، وسألت المحامي عن المدة التي تنقضي في المداولة فأجابني:
المحامي :
لا تزيد مدة المداولة في الغالب عن ساعة واحدة.
Halaman tidak diketahui