Falsafah Jenisnya dan Masalahnya

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
162

Falsafah Jenisnya dan Masalahnya

الفلسفة أنواعها ومشكلاتها

Genre-genre

Reason »، كان هو الأداة الرئيسية للنشاط الفلسفي. وباستثناء شوبنهور وقليل من المفكرين أصحاب المذهب الإرادي، الأقل منه شأنا، فإن الفلاسفة لم يجعلوا للمشاعر أو الانفعالات مكانة كبيرة في مذاهبهم، بل إن معظم المفكرين منذ عهد أفلاطون فصاعدا كانوا يتجهون إلى الحط من شأن المشاعر والإقلال من قيمتها بوصفها وسائل للكشف عن طبيعة الواقع. ذلك لأن الحواس والمشاعر والانفعالات (وهي ألفاظ كانت تستخدم في معظم الكتابات الفلسفية بمعنى مترادف تقريبا ) كانت تعد إما عاجزة عن كشف الواقع، وإما عقبات إيجابية في وجه هذا الكشف. وقد بدا أن الكثير من المثاليين، ولا سيما أولئك الذين كانوا أساسا من أصحاب الاتجاهات العقلية، يأبون أن يعترفوا للحواس والانفعالات بأية أهمية، حتى فيما يتعلق بإدراك الجمال.

غير أن ظهور الفلسفات ذات النزعة الإرادية، ولا سيما البرجماتية، مقترنا بالمزاج التجريبي العام للفكر المعاصر، قد أرغم المفكرين على إعادة النظر في دور الانفعال في عملياتنا المعرفية. وهذا بدوره قد شجع على صياغة نظريات فلسفية تعترف بالأهمية الفائقة لمشاعر الإنسان ورغباته، حتى بالنسبة إلى عملياتنا المنطقية وأعمالنا العقلية. وهكذا استعيض عن التفكير الجمالي ذي الاتجاه العقلي الجاف، الذي كان في كثير من الأحيان مبنيا على أسس فنية هزيلة، والذي عرف في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر (مع استثناء واضح هو شوبنهور مرة أخرى)، بتأملات جمالية تكشف في كثير من الأحيان عن إلمام واسع جدا بالفنون، بالإضافة إلى تجربة جمالية شخصية غنية متعمقة إلى حد يفوق كل ما كان يتصوره مفكر مثل كانت.

2

وقد يكون من العسير أن نقنع الطلاب الذين ليس لديهم إلا إلمام محدود بالفنون، أو لا يستجيبون للجمال في أية صورة إلا استجابة محدودة، بأن للتفكير الجمالي من الأهمية ما يبرر الكلام عنه في مدخل عام إلى الفلسفة (كهذا الكتاب). ومع ذلك فإن أي قارئ توصل إلى إدراك وجود التجربة الجمالية وإمكاناتها الهائلة، سيجد في الصفحات التالية على الأقل بعض المفاهيم والتفرقات التي قد تلقي ضوءا على هذه التجربة، من حيث ما تكونه في ذاتها، ومن حيث علاقاتها ببقية أوجه النشاط العقلية والروحية للإنسان. (2) مشكلات علم الجمال

لعل عدم إيضاح المفاهيم المستخدمة في علم الجمال هو أهم أسباب الخلط الذي يشيع في التفكير الجمالي على نطاق واسع. فلا توجد في هذا الميدان إلا مصطلحات أساسية قليلة العدد، ومع ذلك يبدو أن هذه الحقيقة ذاتها قد شجعت على استخدام هذه المصطلحات بطريقة فيها خلط وغموض. فالمصطلحات التقليدية الرئيسية في علم الجمال كانت ثلاثة ، أضيف إليها مصطلح رابع في الآونة الأخيرة. أما المصطلحات التقليدية فكانت بسيطة مألوفة إلى حد الإملال، وهي: الجمال، والفن، والطبيعة. ومع ذلك فإن الجزء الأكبر من الجدل الدائر في ميدان علم الجمال قد تركز حول طبيعة هذه المعاني الثلاثة ومكانتها، سواء في ذاتها أو في علاقة كل منها بالأخرى. وقد أدى إدخال مصطلح التعبير في العصر الحديث إلى إثراء المشكلة إلى حد بعيد، وتعقيدها كثيرا في نفس الوقت، بحيث أصبح هذا المفهوم الجديد محور الجدل في الوقت الراهن. وعلى الرغم من أن مجال علم الجمال بأسره يمر في الوقت الحالي بحالة من السيولة، فقد بدأت تظهر وسط هذا التدفق الشامل جزر ممكنة معينة، وهناك من الأسباب ما يبرر الاعتقاد بأن هذا الموضوع قد يحقق في وقت قريب مزيدا من الوضوح، وتصبح له مكانة أعظم في عالم العقل.

ما الجمال؟ إذا قفزنا بجرأة في قلب الدوامة الصاخبة، لبدا لنا أن أعظم قدر من الخلط كان يتركز دائما حول لفظي «الفن» و«الجمال». ولهذا الخلط أسباب متعددة. فإذا ما نظرنا إلى الجمال في ذاته، بغض النظر عن كونه يتبدى في الطبيعة أم في الفن، لواجهتنا أولا مشكلة تقديم تعريف مرض لهذا اللفظ. وترتبط مشكلة مكانة الجمال ارتباطا وثيقا بالمشكلة السابقة المتعلقة بطبيعته. فهل الجمال ذاتي أو موضوعي؟ وهل هو يكمن في الموضوع، أم أنه لا يوجد إلا في ذهن المشاهد؟ وإذا اتخذنا موقفا وسطا وقلنا إن الجمال ينشأ من نوع من الجمع بين العاملين الموضوعي والذاتي، ففي أي نوع من الجمع يظهر؟ وإذ قررنا أن الجمال موضوعي، فما علاقته بالواقع ككل؟ وما مكانة الجمال في الكون؟ ومن جهة أخرى فإذا نظرنا إلى الجمال على أنه ذاتي، فهل هو يكشف أي شيء عن طبيعة الواقع الخارجي، أم أنه لا أهمية له إلا من حيث هو يكشف عن الطبيعة البشرية؟

وعندما نبحث، بصورة أخص، في الجمال من حيث علاقته بالطبيعة والفن كل على حدة، نجد أنفسنا إزاء مشكلات أشد من هذه تعقيدا. فهل الجمال الذي يخلقه الفنان من نفس نوع الجمال الموجود في الطبيعة - وهل يؤدي عنصر الغرضية؛ أعني كون الجمال الفني يخطط ويبعث إلى الوجود عن قصد وعمد، إلى إيجاد فارق يؤدي إلى إدراج نوعي الجمال ضمن فئتين مستقلتين؟ إن جميع النقاد والفنانين والباحثين الجماليين تقريبا متفقون على أن الجمال الفني معبر إلى حد يستحيل أن يبلغه الجمال الطبيعي، وليس من شك على الإطلاق في أن الجمال الفني أشد تعقيدا. وما هو بالضبط دور الجمال في الفن؟ لقد كان من المسلم به دون أي شك تقريبا، حتى عهد قريب، أن أي عمل فني ينبغي قبل كل شيء أن يكون جميلا وكان معظم المفكرين الجماليين في الماضي يرون أن خلق الجمال هو الهدف الأول للفنان. وما زالت عامة الناس تؤمن بذلك، كما يتضح أن أكثر الانتقادات التي يوجهها الأشخاص العاديون إلى الفن المعاصر شيوعا هو أن الأعمال التي يبدعها ليست جميلة بالقياس إلى أعمال «أساطين الفن القدماء» - وهي عبارة تعني في هذه الحالة عادة أي فنان أنتج قبل عام 1890م. (3) مشكلات الفن

إذا نظرنا إلى الفن بأعين المفكر الجمالي التحليلية، لوجدنا أنفسنا على التو إزاء مشكلات مثل: ما هدف الفن؟ هل ينبغي أن يحاكي الطبيعة؟ وإن كان الأمر كذلك، فما هي أوجه الطبيعة لاتي ينبغي أن يحاكيها - ما دامت أية محاكاة كاملة تكاد تكون مستحيلة؟ وهل يجب على الفن أن يضفي على الطبيعة صبغة مثالية، أو أن يقتصر في تصويره على الأقل على الأوجه الأكثر مثالية للعالم الطبيعي؟ أم أن من الواجب أن نتخلى عن نظرية المحاكاة برمتها، ونقول إن الفن تعبير عن استجاباتنا للطبيعة؟ وإن كان الأمر كذلك، فأية استجابات نعني؟ أهي استجابات الفنان الشديد الحساسة، أم تلك التي يمارسها الناس جميعا، بغض النظر عن تعليمهم أو خبرتهم أو ذكائهم أو حساسيتهم؟

وماذا نقول عن العلاقة بين الفن والأخلاق؟

لقد تفاوتت وجهات النظر في هذه المشكلة إلى حد بعيد، بل إننا حتى في الوقت الحالي، حين أصبحت الأخلاق أكثر تحررا في عمومها مما كانت عليه طوال أجيال عديدة، ما زلنا نجد اتجاهات تتباعد إلى حد يوحي باستحالة الوصول إلى اتفاق في الرأي. فهل ينبغي الحكم على موضوع أي عمل فني بنفس المعايير الأخلاقية التي نستخدمها في الحكم على هذا الفعل أو الموقف (الذي يمثله هذا الموضوع) لو حدث في الحياة الواقعية؟ أم أن للفنان الحرية في معالجة أي موضوع بالطريقة التي يراها مناسبة؟ وهل يقف العمل الفني في فراغ أخلاقي، أم أن هناك نوعا من «الأخلاقية العليا»، توصف بأنها أكثر تحررا، وربما تعمقا، من أية أخلاق اجتماعية مألوفة، يتعين على الفن الخلاق أن يراعيها؟

Halaman tidak diketahui