Falsafah Jenisnya dan Masalahnya
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Genre-genre
الفن والتعليم : هناك مشكلة أخرى تقف إلى جوار هذا الخلاف الحاد: هي مشكلة العلاقة بين الفن والتعليم. هذه المشكلة الجديدة، حين تكون متعلقة بالتعليم الأخلاقي، تعود بنا إلى المشكلة السابقة، غير أنها تمتد عادة بحيث تشمل علاقات الفن بكل نوع من أنواع التعليم. وقد سبق لأفلاطون، وهو أول مفكر جمالي هام، أن ناقش هذا الموضوع مناقشة تفصيلية، وما زالت النتائج التي انتهى إليها تجد قبولا لدى كثير من ذوي النزعات المحافظة أو الاتجاهات المثالية. فهل يكون من المأمون أن نعرض الأذهان الفتية، السهلة التأثر، لتلك الحوادث التي تتصف بالعاطفة المشبوبة، وباللاأخلاقية أحيانا، والتي تصورها كثير من الأعمال الفنية، وبخاصة في الوقت الذي تكون فيه تلك الأذهان مفتقرة إلى النضج الكفيل بأن يجعلها تشعر بالفارق بين هذه الأفعال حين تحدث في الحياة الواقعية وبين التصوير الفني لها؟ هذا السؤال يؤدي بنا إلى مشكلة الرقابة في الفن - وهي مشكلة ربما كانت ملحة في وقتنا الحالي أكثر مما كان في أي وقت مضى، بعد ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية كالإذاعة والتليفزيون والسينما.
ما مدى أهمية الموضوع في الفن : وماذا نقول عن استخدام الفن لأغراض الدعاية، أو حتى ما يسمى بالدعاية ذات القصد النبيل، كما نجد في حالة الدين أو في الأعمال التي ترمي إلى تحريك مشاعر التعاطف مع المضطهدين اجتماعيا أو المظلومين اقتصاديا؟ وإذا قدر لهذا النوع من الفن أن يبلغ حد العظمة (ويكاد إجماع النقاد ينعقد على أنه كثيرا ما يبلغ هذا الحد) فهل تتحقق هذه العظمة بسبب مضمونه الدعائي، أم على الرغم منه، أم على نحو مستقل عن هذا المضمون؟ وإذ قررنا أن هذا المضمون الفكري لا تربطه بروعة العمل الفني أو ضآلة قيمته إلا صلة واهية، أو لا تربطه بهما صلة على الإطلاق، فإن هذا يؤدي بنا منطقيا إلى مشكلة يتميز بها الفكر الجمالي المعاصر على التخصيص، وهي: ما أهمية موضوع أي عمل فني في تقديرنا له بوصفه تجربة جمالية؟ وهل ينبغي أن يكون الهدف الأول للفنان هو أن يروي لنا قصة، أو يعيد بعث ارتباطاتنا النفسية، أو ينبهنا إلى موعظة، أو يحرك فينا دوافع الشفقة أو السلوك الاجتماعي؟ أم أن هدفه الأول - إذا انتقلنا إلى الطرف الآخر المضاد - ينبغي أن يكون خلق الجمال لذاته؟ أعني هل هو يقتصر على أن يحاول خلق تنظيم معقد من التراكيب السطحية والعلاقات الشكلية الكاملة التحقق، التي لا يكون لها «معنى»، ولا تعبر إلا عن زخرف جمالي وعن قيم شكلية غنية؟
مشكلات أخرى في هذا الميدان : على أن هذه المشكلات الصعبة، على الرغم من تعددها ومن كل ما تثيره من الجدل، لا تشكل المجال الكامل لعلم الجمال. فنحن لم نذكر شيئا عن المشكلات التكنيكية التي يثيرها كل فن من الفنون على حدة، ولم نشر إلى التمييز (الفعلي أو المفترض) بين الفنون «الجميلة» والفنون «التطبيقية». كذلك فإن إية قائمة كاملة للمشكلات الكبرى عي علم الجمال ينبغي أن تشتمل على التقابل بين الفنون المكانية (وهي التصوير والنحت والعمارة، إلخ) وبين الفنون التي ينطوي عرضها على عنصر الزمان (كالموسيقى والشعر والدراما والرقص). وربما كان أهم ما أغفلناه هو تلك المشكلات التي يحاول علم النفس حلها عن طريق التحليل العلمي للتجربة الجمالية وملاحظة الأذهان الخلاقة وهي تمارس عملها. ومع ذلك، فلما كانت هذه الدراسة لا تعدو أن تكون فصلا واحدا ضمن مدخل عام إلى الفلسفة، فينبغي أن نكتفي بتخصيص بقية المكان المخصص لنا لعرض بعض الأفكار المتعلقة بمشكلتين من المشكلات التي أثرناها من قبل. ولعل كل ما نأمل في تحقيقه في مثل هذه المقدمة الموجزة هو إيضاح المصطلحات الرئيسية والحديث عن بعض التفرقات الأساسية في الميدان الجمالي. (4) مكانة القيم الجمالية
فلنبدأ ببحث مشكلة الموضوعية الجمالية - أو بعبارة أدق، المكانة الوجودية للقيم الجمالية. فحتى عهد قريب نسبيا كان من المسلم به عموما، ودون جدل كثير، أن اللذات التي يجلبها الموضوع الجمالي شاملة. فكان يفترض أن جميع المشاهدين يجدون نفس الكمية ونفس النوع من اللذة تقريبا عند تأمل العمل الفني أو الشيء الطبيعي الجميل. ولكن هذا الافتراض قد أصبح يواجه تحديا مستمرا في الآونة الأخيرة، بعد زيادة القدرة النقدية وقوة الاتجاه النسبي في الفكر الحديث، حتى إن المفكر الذي يؤمن بأن القيم الجمالية وجود موضوعي أصبح يتخذ اليوم موقف الدفاع.
3
ولكن في استطاعة القائل بموضوعية القيم أن يقدم حججا قوية تؤيد رأيه القائل إن بعض أنواع التجربة الجمالية على الأقل مشتركة بين الناس جميعا، وإن اللذات التي تنشأ عن هذه التجارب تمثل بالتالي قيما موضوعية.
أنواع ثلاثة من القيمة الجمالية : يبني القائل بموضوعية القيم موقفه عادة على تمييزات معينة يعتقد أن المدرسة الذاتية في القيم تتجاهلها أو تقلل من قيمتها. هذه التمييزات تؤدي إلى تقسيم ميدان القيمة الجمالية إلى ثلاثة أنواع، وهذه الأنواع مستقلة بعضها عن بعض، وكل منها يؤدي إلى استجابة من نوع خاص لدى المشاهد. ويمكن تقسيم القيم الناتجة عن هذه الاستجابات المختلفة إلى حسية، وشكلية، وترابطية. (1)
القيم الحسية : القيم الحسية هي تلك التي تنشأ عن إدراك ألوان أو أشكال أو أصوات معينة، على نحو مستقل عن التنظيم الشكلي الذي تتجسد فيه هذه العناصر، وعن الفكرة أو «المعنى» الذي يفترض أن العمل الفني يعبر عنه. مثال ذلك أن السطح المصقول للرخام والجرانيت وبعض أنواع الخشب وكثيرا من المعادن، يجتذب مباشرة حاستي الإبصار واللمس لدينا. وكثير من الألوان تبعث لذة حتى لو كانت تبدو بقعا منفصلة. ويؤدي اللون النغمي لآلات موسيقية معينة، وكذلك عدد من الأصوات التي تسمع في الطبيعة ، إلى إعطائنا لذة سمعية مستقلة تماما عن اللحن، أو الهارموني، أو الإيقاع الذي تتجسد فيه هذه الأصوات. (2)
القيم الشكلية : القيم الشكلية عادة أقل وضوحا من نظائرها الحسية، ويكاد يكون من المؤكد أنها أعقد منها. وهي تنشأ من اللذة التي يجدها الذهن في إدراك جميع أنواع العلاقات. وقد تكون هذه علاقات هوية، أو تشابه، أو مماثلة، أو تضاد ... إلخ. وقد تقع هذه العلاقات بين العمل الكامل وبين أجزائه، أو بين بعض الأجزاء وبعض، أو بين كليات (Wholes)
فنية مختلفة من أنواع شتى. وهكذا نجد في العمارة أن واجهة المبنى تمثل علاقات شكلية متعددة، كنسبة ارتفاع المبنى إلى عرضه، والحجم النسبي للأبواب والنوافذ وشكلها، والتضاد بين المساحات التي تنار بقوة، وتلك التي توجد في الظل. وفي التصوير، توجد تلك العلاقات الواضحة في التشابه والتضاد والاستجابة التجاوبية بين الأقواس أو المنحنيات وبين الزوايا، أو بين مختلف الأشكال الهندسية في التكوين الكامل. وفضلا عن ذلك نجد كل إمكانيات العلاقات الكامنة في اللون، وهذه لا تشتمل فقط على التقابل بين الأصباغ والدرجات اللونية، بل تشتمل أيضا على التعارض بين الألوان الباردة المنكمشة (الأزرق والأخضر مثلا) وبين الألوان الحارة العدوانية (الأحمر والأرجواني مثلا). وفي الموسيقى يمكننا أن نستغل علاقات السلم، والمقام، واللون الصوتي، والارتفاع والانخفاض، والإيقاع والحجم الصوتي، فضلا عن التقابل الأوسع مدى بين الموضوع والموضوع المقابل في «الفوجة»
Halaman tidak diketahui