أسرة فقط، أو محافظة على تراث (^١).
وهذا كله يدل على مدى ضعف هؤلاء السلاطين باستثناء اثنين منهم، وتلاعب أمراء المماليك بالسلاطين لصغر سنهم والحسد الذي كان بينهم، فالمماليك كانوا يشعرون أنهم مماليك الأصل وأعتقوا لما امتازوا به من فروسية وقدرة فهم أكفاء، وليس لأحدهم سوى ذلك من سابقة أو فضل أو جاه سابق أو ملك ماض، لذا كان الحسد بينهم كثيرا، وما أن يتسلم أحدهم السلطنة حتى يحسده الآخرون، فإذا كان السلطان القائم ضعيفا أزاحه غيره خلعا أو قتلا وتسلم مكانه، وإن كان محنكا مقتدرا كظم ما في نفسه، حتى إذا وافته فرصته بوفاة صاحب السلطة وثب على ابن من مات والذي كان أبوه قد عهد إليه من قبل، وخلعه أو قتله واستلم مكانه (^٢).
هذه الحياة تقتضي أن يحرص كل أمير منهم على شراء عدد من المماليك خاصين به ليتقوى بهم، ويكونوا مطية لتنفيذ أغراضه، أو درعا يتقي بهم خصومه، وهذا ما يقضي في الوقت نفسه على توفير مبالغ كبيرة من المال لدى السلطان ليتمكن من شراء المماليك، وهذا يستدعي فرض ضرائب جديدة كثيرا ما أن الشعب من وطأتها، وانكسر ظهره من ثقلها (^٣).
ورغم هذه الصفحة القاتمة في تاريخ المماليك، فقد كان لهم دور بارز في الغزو والجهاد، وأثر واضح فيه، وهو الذي أعطى تلك السمعة وأظهر لهم الهيبة لدى المسلمين في كل أرض، ولو أنصفناهم في هذا الميدان لرفعنا من سمعتهم.
_________
(^١) انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص ١٢ - ١٣.
(^٢) انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص ١٣ - ١٤.
(^٣) انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص ١٣ - ١٤.
1 / 45