فأما الوالدان لا يقدران على الهجرة لعجزهما إذا خشي عليهما ضررا أو تلفا ولم يقدر على نقلهما معه ولا التكسب عليهما لغير بلد الفسق أو الكفر كان ذلك له عذرا في تركه الهجرة الكبرى ويعتزل مدارس الظلمة كما ذكرنا وذلك لعظم حق الوالدين؛ لأن الله تعالى وصى فيهما وعظم حقهما في آيات كثيرة منها: أنه تعالى قرن حقهما بحقه تعالى حيث قال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير }(1) هذا إذا كانا مسلمين أو ذميين، فأما إذا كانا حربيين أو مرتدين لم يجز البقاء لأجلهما ولو هلكا لإباحة دمهما بشركهما لقوله تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}(2) وعدم جواز إنفاقهما ولوجوب التبري منهما لقوله تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}(3).
Halaman 313