264

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genre-genre

- المَسْأَلَةُ التَّاسِعَةُ) هَلْ قَوْلُ القَائِلِ عِنْدَ سَمَاعِهِ مَا يُتَطَيَّرُ مِنْهُ عَادَةً (خَيْرٌ خَيْرٌ)، أَوْ (خَيْرٌ يَا طَيْرُ) مَشْرُوْعٌ لِرَدِّ التَّشَاؤُمِ؟
الجَوَابُ: لَا يُشْرَعُ، لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ مُدَاوَاةِ البِدْعَةِ بِالبِدْعَةِ. (١)
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٢): (وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ عَنْ عِكْرِمَة قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَمَرَّ طَائِرٌ فَصَاحَ، فَقَالَ رَجُلٌ: خَيْرٌ خَيْرٌ!، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا عِنْدَ هَذَا لَا خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ). (٣)
وَأَمَّا حَدِيْثُ قَوْلِ (خَيْرٍ خَيْرٍ - عِنْدَ سَمَاعِ نَعِيْقِ الغُرَابِ وَنَحوِهِ -). فَلَيْسَ بِحَدِيْثٍ، وَهُوَ نَوْعُ طِيَرَةٍ. قَالَهُ الحَافِظُ السَّخَاوِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (المَقَاصِدُ الحَسَنَةُ). (٤)

(١) قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن ﵀ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (٥٦٧/ ١): (وَبَعْضُ النَّاسِ إِذَا انْتَهَى مِنْ شَيْءٍ فِي صَفَر أرَّخَ ذَلِكَ وَقَالَ: انْتَهَى فِي صَفَرِ الخَيْرِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ مُدَاوَاةِ البِدْعَةِ بِبِدْعَةٍ، وَالجَهْلِ بِالجَهْلِ، فَهُوَ لَيْسَ شَهْرَ خَيْرٍ وَلَا شَهْرَ شَرٍّ).
(٢) فَتْحُ البَارِي (٢١٥/ ١٠).
(٣) وَرَوَى الأَصْبَهَانِيُّ فِي الحِلْيَةِ (٤/ ٤) أَنَّ (رَجُلًا كَانَ يَسِيْرُ مَعَ طَاوُوْسَ فَسَمِعَ غُرَابًا نَعَبَ، فَقَالَ: خَيْرٌ. فَقَالَ طَاوُوْسُ: أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا أَوْ شَرٍّ؟! لَا تَصْحَبْنِي أَوْ لَا تَسِرْ مَعِيَ).
قَالَ فِي لِسَانِ العَرَبِ (٧٦٤/ ١): (نَعَبَ الغُرَابُ: صَاحَ وَصَوَّتَ).
(٤) (المَقَاصِدُ الحَسَنَةُ) (ص٣٣٣).

1 / 264