============================================================
الرسالة الرابعة: مرقاة الأسراد ومعراج الأنوار المتحرك بهذه الحركة الأولى يجب أن يكون ازليأء إذ لو كان كاثنا -كما يقوله أفلاطن الالهي و أهل الشرع من ملة الاسلام ومذهب النصارى -لزم أن يتكون بحركة أخرى فلم يكن ما فرضناه حركة أولى بحركة أولى و يمتنع أن يذهب أمر الحركات والمتحركات إلى غير النهاية، وإلالم يوجد مبدأ أول للحركة وإذالم يوجد الأول لم يمكن أن يوجد الأخير1. هذا خلاصة ما نقله ابن رشد الأندلسي في جامع الفلسفة عن معلم الحكمة أرسطاطاليس موش قواعد المشائية و اقول: إن القول الفصل في التخلص عن هذه الشبهة هو آنه هب تلك المقدمات مع نتائجها على أن لنا في كل منها كلمات ليس هنا محل ذكرها، لكن انتم يا معشر مفشري كلام هذا الحكيم الأعظم ما دريتم غرض هذا الفاضل المقدم من الأزل والقدم، وكأنكم على حسبان إخوانكم المتأخرين من أن الأزل ظرف خارج عن الزمان متقدم على هذه الأحيان بل الأمر كما حققنا في المرقاة على خلاف ما زعمتم وذلك ظنكم الذي ظينتم آرد بكم) . إذ الأزل هو تعري الشيء عن التقيد الوجودي والتسبب الحصولي بالزمان وعن التعلق الارتباطى بالأكوان، والأزلي هو ماله ذلك الشأن بل هو هي آي آن وجد فهو فوق الزمان و في أفق آخر أعلى من الأكوان، وهذا هو مقصود هذا الفيلسوف الأعظم فهما يقولون لسي شيء أنه أزلي كما ينادي في أقواله بصوت جلي. لا أنه يمتد في الزمان الماضي إلى غير نهاية حتى لاتكون له بداية؛ فتبصر فإن ذلك مثا لايناله أيدي الخائضين ني الحكمة.
على أنا سنهين إن شاء الله تعالى أن العالم بكافة أجزائه من المواد والصور والطبائع و الأشخاص والأرواح وبالجملة الجواهر والأعراض كلها حوادث في الزمان لكن من غير جنس هذه الأكوان وستطلع عليه إن شاء الله المنان.
و من دلائلهم المعول عليها التي استدتوا بها على هذا المدعى من جهة الزمان هو أن كل زمان محدود متناء لطرفاه آنان وكل "أن" فهو نهاية للماضى وبداية للمستقبل، فمتى فرض زمان حادث لزم آن يكون له آنان ليس أحدهما نهاية للماضي و الآخر بداية للمستقبل، بمن أنه من ضرورة وجود الآن تقدم الماضي قبله وتآخر المتقبل بعدهه لأنه الحد المشترك بينهما، فمتى رفعها الزمان لزم وجوده فوجب أن يكون الزمان لا بداية له ولا ا.ن: الأخر: 2ن: ارديك
Halaman 133