وكنت على أتان والله ما إن تلحق الحمر ضعفا، فلما صرنا عليها جعلت أتقدمهن حتى يصحن بي تقطعت بنا يا بنت أبي ذؤيب، والله إن لركابك هذا لشأنا، فلم نزل كذلك نعرف البركة، حتى إن كان راعينا ليصدر بالشاء وتغدوا رعاة قومنا فتروح أغنامنا حفلا حبلا، وتروح أغنامهم لا تبض بقطرة، فيقولون لرعاتهم: ارعوا حيث يرعى راعي بنت أبي ذؤيب؛ فكان نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كذلك لا يعرف إلا بالبركة.
فبينا هو ذات يوم في ظهر بيوتنا في بهم لنا خرج هو وأخوه يلعبان، فجاء أخوه فقال: ذاك أخي القرشي قد قتل؟ فخرجت وأبوه نبتدره فتلقانا منتقع اللون فجعلت أضمه مرة وأبوه مرة، ونقول: ما شأنك؟ فيقول: ((لا أدري إلا أنه أتاني رجلان فشقا بطني فجعلا يشوطانه)).
Halaman 80