قالت: أصابتنا سنة فلم يبق لنا شيء فخرجنا في نسوة إلى مكة من بني سعد بن بكر إلى مكة نلتمس بها الرضعاء، فلما دخلنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتأباه، وتقول: يتيم وإنما كان الضؤر يرجون الخير من قبل الآباء، فيقولون: وما عسى أن تصنع أمه ؟ فعرض علي فأبيته، فلم تبق منهن مرضعة إلا أخذت مرضعا غيري، وحضر خروجهن إلى بلادهن فقلت لزوجي: لو أخذت هذا الغلام، اليتيم كان أمثل من أن أرجع بغير رضيع، فحملته إلي أمه، فأخذته فجئت به إلى منزلي، وكان لي ابن يسهر عامة الليل من الجوع، فلما ألقيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على ثديي أقبل عليه بما شاء حتى روي هو وأخوه ونام، وقام زوجي إلى شارف كانت معنا، والله ما إن تبض بقطرة وقعت يده على ضرعها فحلب في إنائين، فقال: والله يا ابنة أبي ذؤيب إني لأحسب أن هذه النسمة التي أخذتيها مباركة وأخبرني بخبر الشارف، وأخبرته بخبر ثديي، وما رأيت منهما، فخرجنا إلى بلادنا.
Halaman 79