قالت: فقال لي أبوه: ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فبادري أهله قبل أن يزداد شأنه عندنا فلم يكن لي همة حتى قدمت مكة، فجئت به إلى أمه، فقلت: يا ضير إني قد فصلت ابني فاقبليه، فقالت: مالك زاهدة فيه؟ وقد كنت سألتني أن أتركه عندك، ولعلك خفت عليه الشيطان، إن ابني هذا معصوم من الشيطان أو نحو هذا، ألا أحدثك عني وعنه: إني رأيت حين ولدته -صلى الله عليه وآله وسلم- كأن نورا يسطع مني أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام.
قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثنا أبومسلم الكشي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا جعفر بن يحيى، قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره، قال: كنت غلاما أحمل عضو البعير ، فرأيت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يقسم لحما ب(الجعرانة) فجاءته امرأة فبسط لها رداءه فقلت: من هذه؟، قالوا: أمه التي أرضعته.
قال: وأخبرنا الحسن، قال: أخبرنا محمد بن المظفر، قال: قرأت على أبي علي بن أحمد بن علي، قال: حدثنا أبوبكر، قال: حدثنا ابن هشام، قال: حدثنا زياد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر: أن أم رسول الله -صلى الله عليه وآله - آمنة توفيت ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ربيب ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تزيره إياهم، وهي راجعة إلى مكة.
Halaman 81