وقام الثاني فقال للأول: تنح عني فقد أنجزت ما أمرك الله؛ فدنا مني فأدخل يده في جوفي، فانتزع قلبي وشقه باثنتين فأخرج منه نكتة سوداء متلوثة بالدم فرمى بها، وقال: هذا حظ الشيطان منك يا حبيب الله ثم حشاه بشيء كان معه ورده مكانه، ثم ختمه بخاتم من نور، فأنا الساعة أجد برد الخاتم في عروقي ومفاصلي.
وقام الثالث إليهما، وقال: تنحيا فقد أنجزتما ما أمر الله عز وجل فيه، ثم دنا الثالث مني فأمر يده على ما بين ثغري وصدري إلى منتهى عانتي فالتأم الشق، وأنا أنظر.
ثم قال الثالث: زنوه بعشرة من أمته؛ فوزنوني فرجحتهم.
فقال: زنوه بمائة من أمته؛ فوزنوني فرجحتهم.
قال: دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجح بهم.
ثم أخذ بيدي فأنهضني من الأرض إنهاضا لطيفا، وانكبوا علي وقبلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا: يا حبيبنا إنك لن تراع، ولو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك، وتركوني قاعدا في مكاني هذا.
ثم جعلوا يطيرون طيرانا حتى دخلوا خلال السماء وأنا أنظر إليهم فلو شئت لأريتك موضع دخولهم)).
قالت: فاحتملته فأتيت منزلا من منازل بني سعد، فقال الناس: إذهبي به إلى كاهن حتى ينظر إليه فيداويه، فقال:-صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ما بي شيء مما تذكرون، وإني لأرى نفسي سليمة وفؤادي صحيحا بحمد الله)).
فقال الناس: أصابه لمم أو طائف من الجن.
قالت: فغلبوني على رأيي حتى انطلقت به إلى كاهن فقصصت عليه قصته.
Halaman 72