قالت: قلت: وما قصته؟ قال: بينما نحن قيام نترامى بالجلة ونلعب إذ أتاه رجل فاختطفه من أوساطنا وعلا به على ذروة الجبل ونحن نراه، حتى شق من صدره إلى عانته وما أدري ما فعل به، وما أظنكما تلحقانه إلا مقتولا.
قالت: فأقبلت أنا وأبوه -تعني زوجها- نسعى سعيا فإذا به قاعد على ذروة الجبل متربعا شاخصا عينيه نحو السماء، يبتسم ويضحك فانكببت عليه وقبلت بين عينيه، وقلت: فدتك نفسي ما الذي دهاك؟.
قال: ((خير يا أمة، بينا أنا الساعة قائم مع إخوتي، نتقاذف بيننا بالجلة إذ أتاني رهط ثلاثة: في يد أحدهم إبريق فضة، وفي يد الثاني طشت من زمردة خضراء ملآنة ثلجا فأخذوني من بين أصحابي وانطلق بي إلى ذروة الجبل، فأضجعني بعضهم على الجبل إضجاعا لطيفا، ثم شق من صدري إلى عانتي وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك حسا ولا ألما، ثم أدخل يده جوفي، فأخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها، ثم أعادها مكانها.
Halaman 71