- وقال عنه الإمام السيوطي وهو يصف قدراته العقلية، وسعة استيعابه :
" كان صاحب فنون، وورع، وزهد، وإليه المنتهى في الذكاء والحفظ، وسعة الدائرة في العلوم، أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم " .
- وممن أنصف الإمام ابن حزم حقه، ونظر إليه نظرة عادلة، شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال عنه :
" ... وكذلك أبو محمد ابن حزم، فإنه يُستحمدُ بموافقته السُّنة والحديث؛ لكونه يُثبت الأحاديث الصحيحة، ويُعظِّم السَّلف وأئمة الحديث ... لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة (٤) في مسائل الصفات ما صَرَفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك ... وإن كان له من الإيمان، والدِّين، والعلوم الواسعة الكثيرة؛ مالا يدفعه إلاّ مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال، والمعرفة بالأحوال، والتعظيم لدعائم الإسلام، ولجانب الرسالة؛ مالا يجتمع مثله لغيره . فالمسألة التي يكون
(١) هو جلال الدين أبو الفضل عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري السيوطي الشافعي، برز في جميع الفنون، وفاق أقرانه، واشتهر ذكره، له تصانيف كثيرة، منها : الدر المنثور، الإتقان في علوم القرآن، حسن المحاضرة. مات يوم الجمعة سنة ٩١١هـ.
ينظر في ترجمته: الضوء اللامع ٢٢٩/١، الكواكب السائرة، الغزي ٢٢٦/١، التاج المكلل، ص٣٤٩ .
(٢) طبقات الحفاظ، ص ٤٣٥ .
(٣) هو : تقي الدِّين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيميّة الحرَّاني ثم الدمشقي الحنبلي، أتقن الفقه وغيره من العلوم، وصنّف ودرّس وأفتى، له مؤلفات كثيرة منها : درء تعارض العقل والنقل، اقتضاء الصراط المستقيم، بيان الدليل على بطلان التحليل. توفي سنة ٧٢٨هـ.
ينظر: تذكرة الحفّاظ ١٤٩٦/٤، المقصد الأرشد، ابن مفلح ١/ ١٣٢، طبقات المفسرين، الداودي ٤٥/١.
(٤) المعتزلة : اسم يُطلق على فرقة إسلامية ظهرت في أوائل القرن الثاني، وسلكت منهجاً عقلياً متطرفاً في بحث العقائد الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة، مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وهم أتباع واصل بن عطاء الغزّال الذي اعتزل عن مجلس الحسن البصري.
ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ١ / ٦٩، ولمعرفة المزيد عن أصولهم وموقف أهل السنة منهم، ينظر: المعتزلة وأصولهم الخمسة وموقف أهل السنة منها، عوّاد بن عبد الله المعتق .