Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
وذكر ملا على القارئ في الموضوعات عن ابن الصلاح أنه قال : أقوى ما روينا في الابدال قول على : إنه بالشام يكون الابدال . هذا يوافق ما قاله ابن تيمية في رسالته (1) في أهل الصفة والصوفية من جهة الرواية ، وأما ما حققه شيخ الاسلام في المسألة من جهة الدراية فهو غاية الغايات . . ونذكر هنا بعض جمل مما قال : قال رحمه الله تعالى : (فصل) وأما الاسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل الغوث الذى يكون بمكة والاوتاد الاربعة ، والاقطاب السبعة والابدال الاربعين والنجباء الثلثمائة - فهذه الاسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى ولا هي مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف محتمل ، إلا لفظ الابدال فقد روى فيهم حديث شامى منقطع الاسناد عن على بن أبى طالب ، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال " إن فيهم - يعنى أهل الشام - الابدال أربعين رجلا كلما مات رجل أبدله الله مكانه رجلا " ولا توجد هذه الاسماء في كلام السلف كما هي على هذا الترتيب . . . إلخ ، ثم ذكر أن لفظ الغوث والغياث لا يستحقه إلا الله تعالى - ثم تكلم شيخ الاسلام في مسألة الاوتاد والقطب بكلام معقول موافق للغة ، وعاد إلى الابدال فقال " فأما الحديث المرفوع فالاشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الايمان كان بالحجاز واليمن قبل فتوح الشام وكانت الشام والعراق دار كفر ، ثم في خلافة على قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " تمرق مارقة على خير فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق " فكان على وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام " . ثم عاد السيد رشيد رحمه الله فقال : " إن سبب ما ورد من الاثر المروى عن على رضى الله عنه هو أن بعض جماعته كانوا يسبون أهل الشام ، فنهاهم عن ذلك الاطلاق وقال : إن فيهم الابدال ، أي أن الله تعالى يبدل من أنصار معاوية غيرهم أو ما هذا معناه ، فزاد فيه الرواة المتزلفون لبنى أمية ، ثم الصوفية ، ما زادوا
---
(1) هي الرسالة الثالثة من مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية . (*)
--- [ 134 ]
Halaman 133