Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
كلامه في علم التصوف من مقدمة تاريخه ، بعد أن بين منشأ التصوف وحال أهله في علمهم وعملهم ، ما نصه (1) : " ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة . وملاوا الصحف منه ، مثل الهروي وغيره وتبعهم ابن العربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف . . . وكان سلفهم مخالطين للاسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحاول وإلهية الائمة . مذهبا لم يعرف لاولهم فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر ، واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب ومعناه رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله ، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان . ثم قالوا بترتيب وجود الابدال بعد هذا القطب ، كما قاله الشيعة في النقباء ، حتى إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلا لطريقتهم وتخليهم ، رفعوه إلى على رضى الله عنه ، وهو من هذا المعنى أيضا ، وإلا فعلى رضى الله عنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية ولا طريقة في لباس ولا حال ، بل كان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم عبادة ، ولم يختص أحد منهم في الدين بشئ يؤثر عنه في الخصوص ، بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة - ثم إن كثيرا من الفقهاء وأهل الفتيا انتدبوا للرد على هؤلاء المتأخرين في هذه المقالات وأمثالها وشملوا بالنكير سائر ما وقع لهم في الطريقة " . وأما أهل الحديث المحققون فقد تكلموا في أسانيد هذه الاحاديث (2) فالحافظ ابن الجوزى حكم بوضعها - وتابعه شيخ الاسلام ابن تيمية - وكذلك السخاوى ، وهو والسيوطي من تلاميذ الحافظ ابن حجر ، إلا أن الاول أدق وأدنى إلى التحقيق وقد قال خبر الابدال له طرق بألفاظ مختلفة كلها ضعيفة . وهذا القول أصح من كلام ابن حجر نفسه : منها ما يصح ومنها ما لا يصح ! " وبعد أن فند السيد رشيد هذه الاحاديث حديثا حديثا قال :
---
(1) راجع صفحة 473 من المقدمة طبع بيروت . (2) أي أحاديث الابدال . (*)
--- [ 133 ]
Halaman 132