الأول سنة خمس وخمسين وستمائة وعمره يومئذ حول عشر سنين و كان يميل الى اللعب الصباه وقام الأمير سيف الدين قطز المعزى بأتابكيته وتدبير دولته وكان ذا بأس وشهامة وحزم وصرامة فأمسك الصاحب شرف الدين الفايزي وعزله عن الوزارة واحتيط على أمواله وأسبابه وذخايره وكان مثريا من المال وله ودايع كثيرة متفرقة فتتبعت واستخرجت من أربابها وحملت واعتقل ثم قتل وسبب قتله أن والدة الملك المنصور هذا كانت مجفوة من زوجها الملك المعز وكان قد اتخذ سراري وصيرهن عند الوزير المذكور فتعمقت عليه وسال أن يبذل عن نفسه مالا فلم ترض الا بقتله واستوزر بعده الصاحب يعقوب بن الزبير.
ففارقوه وخرجوا من دمشق ولما وصلوا نابلس اتفقوا على التوجه الى الملك المغيث بالكرك فتوجهوا اليه وهم الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري والامير سيف الدين قلاوون الألفي والأمير سيف الدين بلبان الرشيدي وغيرهم فأكرمهم المغيث وقبلهم وبرهم ووصلهم والتمسوا منه المساعدة على قصد الديار المصرية وامدادهم بعسكر لتصير لهم اليد القوية فسير معهم عسكر حسبما سألوا فساروا في نحو ألف فارس وبلغ الخبر الأمير سيف الدين قطز والأمرة المصريين فجردوا عسكرا إلى الصالحية فلما كان ليلة السبت الخامس والعشرين من ذي القعدة أقبلوا اليهم واتفقوا معهم فانكسر البحرية ومن معهم من العسكر الكركي وأسر الأمير سيف الدين قلاوون الألفي والأمير سيف الدين بلبان الرشيدي وقتل الأمير سيف الدين بلغان الأشرفي وانهزم الباقون وعادوا الى الكرك وهم خايبون ولما حصل الأمير سيف الدين قلاوون في الأسر ضمنه الأمير شرف الدين قيران المعزى وهو يوميذ استاذ دار السلطنة المعظمة فلم يعرض أحد اليه وأقام بالقاهرة المحروسة برهة يسيرة ثم تسحب واختفى في الحسينية عند سيف الدين تطليجا الرومي وقصد اللحاق بخوشداشيته فزوده وجهزه وسار إلى الكرك.
أمرايها ووعدوه بانحيازهم اليه متى حضر بنفسه اليها فقصدها في سنة ست وخمسين وستمائة
पृष्ठ 25