سنة خمس وخمسين وستمائة
ذكر مقتل الملك المعز عز الدين أيبك الصالحي
يخطب لنفسه بنتي صاحب حماة والموصل أخذتها الحيرة وملكتها الغيرة لما قصده من الاستبدال بها والاعتزال عنها فحملها ذلك على قتله فلما كان يوم الثلاثا الرابع والعشرون من ربيع و الأول ركب إلى الميدان كعادته وعاد الى القلعة من عشيته فلما دخل الى الحمام أحاط به جماعة من الخدام وأذاقوه كأس الحمام وأشاعوا بكرة النهار من يوم الأربعا أنه قد مات فجأة في جوف الليل ودعوا بالثبور والويل وأعول النساء في الدور وأردن التلبيس بهذه الأمور فلم تتم الحيلة على مماليكه لأنهم فارقوه بالعشي سليما والقوه في الصباح عديما فعلموا أنه قد قتل غيلة وأنه قد أمكنت منه الحيلة فبادروا بهجم الدور على الحرم وامساك الجوار والخدم وبسطوا عليهم العذاب وعاقبوهم أشد العقاب فأقروا بما فعلوه واعترفوا أنهم قتلوه بامر سيدتهم شجر الدر فأمسكوها عند ذلك أشد الامساك وصيروها الى الهلاك ولما ماتت القوها من سور القلعة ثم حملت الى تربتها المعروفة بها الآن فدفنت هناك وكانت دولة المعز خمس سنين وأشهرا ثم عاد بعد العيان خبرا واتفق الأمير سيف الدين قطز نايبه ومن معه من الأمرا على سلطنة نور الدين على ولده فان المعز خلف ولدين أحدهما على المذكور والثاني لما ترعرع تزيا بزى فنير وصار يعيش بالاستعطاء إلى أن انقضت حياته.
ذكر دولة المنصور نور الدين على بن المعز
पृष्ठ 24