ولكن ملوك تونس عجزوا عن إرضاء كل العرب، لأن عدد هؤلاء كان يتجاوز إمكانات موارد المملكة ومنتجاتها، وهكذا كانت توزع هذه المعونات بين قسم فقط من العرب، مع تكليفهم حفظ النظام في الأرياف وعلى ألا يلحقوا أذى بإنسان. أما بقية العرب المحرومين من هذه الموارد فقد اتجه نشاطهم إلى النهب والقتل وإلى أسوأ أنواع الأذى. فكانوا ينصبون الكمائن في أغلب الأحيان وعندما يمر مسافر كانوا يبرزون له ويسلبون ماله وثيابه ثم يقتلونه، حتى لم تعد الطرق آمنة. وكان التجار الذين يودون الذهاب من تونس الى مكان ما يقصدونه، كانوا يصطحبون معهم للحماية حرسا من حملة الأسلحة. ولكنهم ظلوا مع ذلك يتعرضون لطوارىء خطيرة. أولها دفع رسم كبير عن المرور إلى العرب الذين كانوا يتمتعون بدعامة من الملك؛ والآخر، وهو الأسوأ هو تعرضهم في معظم الأوقات لوثوب العرب الآخرين عليهم. وأحيانا ما كان حرس الحماية الذي اصطحبوه معهم ليغنى عنهم شيئا، فيخسرون حياتهم وأموالهم معا.
تقسيم العرب الذين قدموا لسكنى إفريقيا والذين دعوا بالعرب المتبربرين
ينتسب العرب الذين دخلوا إفريقيا (100) إلى ثلاث قبائل. الأولى تدعى شاشين، والثانية بني هلال والثالثة معقل (101).
وتنقسم شاشين إلى ثلاثة أفخاذ هي: أثبج وسميت وسعيد.
पृष्ठ 58