عبد الله محمد، ثم ابنه الجمال أبو محمد عبد الله، ثم ابنه الشهاب أبو العباس أحمد، ثم ابنه عبد الغني، ثم ابنه أحمد، ثم ابنه عبد الغني، الموجود الآن. وأشرك معه ابناه.
والمؤذنون
عشرون وظيفة. لكل منارة خمسة. وعددهم يزيد على ذلك بالنظر للاشتراك.
وإمامه الأصلي: شافعي. وأول أئمتها وخطبائها وقضاتها من أهل السنة: السراج عمر بن أحمد بن الخضري الأنصاري الدمنهوري الشافعي. وكانت الخطابة قبله بأيدي آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الشريف الحسيني، بل وكان الحكم مرجعه إليهم. فلم يكن لأهل السنة خطيب ولا حاكم منهم.
قال ابن فرحون: والظاهر أن ذلك منذ استيلاء العبيديين على مصر والحجاز. فإن الخطبة في المدينة كانت بأيديهم. فلما تغلب الخلفاء العباسيون على الحجاز، وأقيمت الخطبة لهم إلى يومنا، أخذت الخطابة خاصة من آل سنان سنة اثنتين وثمانين وستمائة. واستقر فيها من المنصور قلاون الصالحي: السراج عمر المذكور. فكان أول من خطب بها لأهل السنة.
واستمرت الإمامة معهم. ولكن لأهل السنة إمام يصلي بهم الصلوات فقط.
ثم صار السلطان يرسل في كل سنة من الحاج شخصا يقيم لأهل السنة الخطابة والإمامة. فيقيم نصف سنة، ثم يأتي في رجب مع الرجيبية إلى ينبع. ثم يليها غيره. وكل من يجيء لا يقدر على الإقامة إلا بكلفة ومشقة، لتسلط الإمامية-مع الأشراف وغيرهم- عليه.
ثم خطب بعد السراج: الشمس الحلبي. ثم الشرف السنجاري. ثم أعيد السراج.
وكان يقاسي من الإمامية من الأذى ما لا يصبر عليه غيره وهو صابر محتسب. بحيث كانوا يلطخون بابه بالقاذورات، بل كانوا يرجمونه بالحصا، وهو على المنبر يخطب. فلما كثر منهم ذلك، تقدم الخدام، وجلسوا بين يديه صفا، وخلفهم علماؤهم وعبيدهم، خدمة وحماية ونصرا للشريعة. وهو يعذرهم بخروج المنصب عنهم بعد توارثهم له، إلى أن صاهر رئيس الإمامية وفقيهها. فانكف عنه الأذى قليلا. وصار يخطب ويصلي من غير حكم ولا أمر ولا نهي.
ثم أضيف إليه-مع الخطابة والإمامة-: القضاء، من الناصر محمد بن قلاوون.
واشترط عليهم منصور بن جماز الأمير: أن لا يغير شيئا من أحكامهم ولا حكامهم، بحيث اقتصر على الحكم بين المجاورين وأهل السنة.
وناب عنه في القضاء: الشهاب أحمد الصنعاني اليماني.
1 / 28