«لعله حج ثلاث حجج»؟ فقالوا: «نعم»، قال: حدثت أن «من حج حجة أدى فرصه، ومن حج ثانية داين ربه، فينادي ملك غدا من عند الله: من كان له دين عند الله فليقم، ومن حج ثلاث حجج، حرم الله شعره وبشره على النار».
وباب جبريل، وباب النساء، وهما في الجهة الشرقية، وقد سكنت قريبا منهما في أول مجاورتي، كما أن لأصل المدينة أربعة أبواب:
باب الجمعة المتوصل منه للبقيع، وللشهداء، أو لقبا غالبا، وباب السويقة المتوصل منه لمصلى العيد، ويدخل منه الزوار والحجيج غالبا، والدرب الكبير يدخل منه الركب الشامي حين مجيئه منه، والدرب الصغير، وكلاهما قريب من حصن أمرائها، بل للحسن باب مستقل يسمى باب السر.
ومنائره: أربعة أيضا، على أركانه، سوى خامسة للمدرسة الأشرفية.
وكان رئيس المؤذنين: محمد بن إبراهيم الكناني-جد أحد الرؤساء الآن-يقول:
إنها-يعني منارة باب السلام-تكفي أهل المدينة، وهو كذلك. كما سيأتي في ترجمته، والمنارة الرئيسية-وهي أشرفها، لقربها من الحجرة النبوية-بحيث أجلها عن صعود غير الفضلاء، سيما لغير حاجة، وقد أحكمت على يد شيخ الخدام وعالمهم: شاهين الجمالي، اقتداء بشيخهم. كان كافور الحريري في منارة باب السلام-جوزي خيرا-فإنه بلغ في حفر أساسها إلى الماء. وأتقنها جدا، وزاد في عرض بعض جدرها، وفي ارتفاعها، بحيث زاد على مائة وعشرين ذراعا كل ذلك حين ظهور خللها، وصارت أطول الأربعة.
والرؤساء ثلاثة: المطريون. وأولهم: أحمد بن خلف المطري، المنتقل من المطرية إلى المدينة، ثالث ثلاثة، لمعرفتهم بالميقات، فولي رياستها. ثم تلقاها عنه ابنه الحافظ الجمالي أبو عبد الله محمد. ثم عنه ابناه: العفيف عبد الله، وأبو حامد عبد الرحمن، وكبر العفيف فيما قيل أكثر من خمسين سنة، ثم عقب أبي حامد ابنه المحب شيخنا، ثم عنه ابناه، ثم عن آخرهما الكمال أبي الفضل محمد بن الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن الخطيب، سوى الرياسة التي بينهم، وهي الثانية التي صارت لجدهم الشمس محمد بن محمد بن محمد القاهري، ثم المدني، بتقرير الناصر فرج، وخلفه فيها ابنه الشهاب أحمد، ثم ابناه الشمس محمد، وإبراهيم، ثم عن أولهما: ابنه الشهاب أحمد، أحد الفضلاء، وعن ثانيهما: ابناه الشمس محمد وإبراهيم أبو الفتح ومحمد.
والرياسة الثالثة: لمحمد بن مرتضى الكناني العسقلاني المصري، ثم المدني. خلفه ابنه: أبو إسحاق إبراهيم، أخو العز عبد العزيز. ثم خلف إبراهيم: ابنه الشمس أبو
1 / 27