إلى القصد الأعظم، فيقف مقابل وجه النبي ﷺ.
والذي تحرر الآن مما يوصل لذلك: هو أن يقف عند الصرعة الثانية من باب المقصورة القبلي، الذي عن يمين مستقبل القبر الشريف، فمن حاذاها كان محاذيا لذلك، ثم يمشي لجهة يمينه يسيرا نحو ذراع للسلام على صاحبه وخليفته وأفضل الأمة من بعده، أبي بكر الصديق ﵁، ثم كذلك للسلام على صاحبهما أمير المؤمنين عمر ﵁، ثم يمشي إلى آخر الصفحة الأخرى عند الباب الذي يدخل منه لوقيد الحجرة بالقرب من باب جبريل، للسلام على السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين، وابنة سيد الأولين من باب جبريل، للسلام على السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين، وابنة سيد الأولين والآخرين، لما قيل: إن قبرها بالحجرة الشريفة قبل القبور المعظمة مما يلي الشام، وهو بينها، قال العز بن جماعة: إنه أظهر الأقوال، وإن مشيت في الصفحة التي بها القبور الشريفة، بعد مجاوزة أمير المؤمنين نحو ذراعين فأزيد كنت تجاه وجهها.
وأبوابه: أربعة: باب السلام. وباب الرحمة، وهما: في الجهة الغربية، وقد سكنت في إحدى مجاوراتي بالباسطية، وهي قريبة من الأول، وفي أخرى بالمزهرية، وهي قريبة من الثاني، ولعل السبب في تسميته «باب الرحمة» أنه-فيما نرجو-الباب المشار إليه «بنحو دار القضاء» الذي سأل بعض من دخل منه النبي ﷺ في الاستسقاء، ففعل، وأجيب بالغيث والرحمة.
وبلغني أنه في أيام مباشرة يزد بك التاجي لعمارة المسجد-أيام الظاهر جقمق-راموا إصلاح الاسطوانة، المقابلة لدكة بواب الرحمة لخلل فيها، وراموا ذوب رصاص بجانبها لسكبه فيها، فلم تؤثر النار فيه، فصاح عليهم الشيخ الجمال عبد الله بن الشمس محمد بن أحمد الششتري-عم إبراهيم بن محمد-الآتيين: «إن النار لا تؤثر في باب الرحمة، فبادروا وتحولوا لمحل آخر خارج المسجد» فبمجرد أن أطلقت النار ذاب بعد بأسهم أولا.
وممن شهد ذلك: حسين بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد، وإبراهيم الششتري، المذكور، وغيرهما.
وقال لي أبو الفتح الشكيلي-أحد رؤوس نوب الفراشين المجاور للباب المذكور-إنه شاهد ذلك.
وحكى كما في الشفاء: أن قوما أتوا سعدون الخولاني، فأعلموه أن كتّابه قتلوا رجلا، وأضرموا عليه النار طول الليل، فلم تعمل فيه شيئا، وبقي أبيض البدن، وقال:
1 / 26