وروي عن بعض الناس أن إدريس أقام بالمغرب عشر سنين يقيم الأحكام ثم دس هارون شربة سم في سويق على يدي رجل من أهل العراق، فأقام عنده واستأنس به إدريس واطمأن إليه وكان قد ضمن هارون خمسمائة ألف درهم لهذا الرجل فسقاه فمات إدريس من ذلك بعد ثلاثة أيام، وأوصى إلى ابنه إدريس بن إدريس، فأقام بعد أبيه يعمل بالكتاب والسنة، ويقتدي بأبيه، وهو من أحد الشجعان، وبقي بعد أبيه إحدى وعشرين سنة تملك أرض المغرب وبربر وأندلس ونواحيها، وفتح فتوحا كثيرة من بلاد الشرك وحاربته المسودة، فلم يقدروا عليه إلى أن مات رحمه الله، ثم أوصى إلى ابنه إدريس بن إدريس بن إدريس بن عبدالله، فقام مقام أبيه يعدل بين الناس على سيرة آبائه وأجداده وهو أحد علماء آل محمد، وهم إلى هذه الغاية يتوارثون أرض المغرب وبربر، ويعملون بالحق.
وأول من ملك مكة المشرفة من أولاد الإمام موسى بن عبدالله الشريف جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن الإمام عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، ثم تداولت على الحرم الشريف أيدي الأشراف من أبناء السبطين.
ومن ذريته السيد الإمام أحمد بن محمد بن علي الإدريسي المغزلي، قال تلميذه الحسن بن أحمد عالشن الضمدي في الديباج الخسرواني وعقود الدرر: هو إمام العارفين، وقدوة الزاهدين، ورشد المتقين، وخاتمة العلماء المحققين.
إلى قوله: قصر فكره نحو ثلاثين سنة على استخراج لطائف كتاب الله تعالى، وبعد إقامته في مكة توجه إلى صعيد الريف، وانثالت إليه أهل تلك الجهة.
إلى قوله: وكان أيام مكثه بالحرم المكي يجري بينه وبين علماء المراجعة فيغلبهم بالحجة، ولا يستطيع أحد منهم أن يقاومه في المرادعة.
पृष्ठ 169